ويوافقه من الارض بالاندلس الحرشا المحسومة لانه فى هذه الارض يسرع بنفعه ولا يتأخر عن وقته ويكثر حمله واما اهل صقلية فينتخبون له الارض الكريمة وقد يفعل هذا اهل السواحل بالاندلس وذلك موافق له فيها ان شاء الله تعالى.
صفة اخرى فى زراعته: هذه الصفة يعملها اهل الشام ووجهها ان تدبر ارضه قبل ذلك بعام بما امكن من انواع الزبل الطيب البالى الرقيق النقى من الحجارة وغيرها، فاذا ادمنت عمد اليها وخرقت بالحرث فاذا كان بعد تمام العام فى شهر ابريل هيئت الارض وثريت بالسقى واقيمت احواضا ثم حفر فى الارض حفرا لطافا نحو نصف الاصبع ثم يجعل فى كل حفرة من الزريعة حبتين او ثلاثا ويكون بين حفرة واخرى نحو شبر ونصفه ثم يرد التراب على الزريعة وتترك كذلك بلا سقى حتى ينبت ويصير فى قد الاصبع فاذا صارت كذلك دخل اليها ونقشت نقشا جيدا ثم تترك كذلك وتعطش حتى تحتاج الى الماء حاجة بينة وهو يومئذ من حدود الشبر ثم يسقى ويترك ايضا كذلك حتى يعطش ثم يسقى ويكون بين سقية واخرى خمسة عشر يوما ويكون هذا دأبه الى اول اغشت ثم يقطع عنه الماء وهذا هو وقت ابتدائه بالترويس ويخلق القطن فى رؤوسه ويبتدأ بجمعه فى اول شتنبر ويمتثل فى جمعه وغير ذلك من شأنه ما ذكرناه قبل هذا ان شاء الله تعالى
صفحہ 115