44

وأنجب عدة أولاد، وأحسن تأديبهم وتعليمهم، فخرجوا جميعهم رجالا ممتازين، فيهم القاضي وفيهم المحامي وفيهم الجندي، وها أنت ذا ترى أحدهم، وهو الذي نعقد له هذا الحديث، في كبار المحامين ورئيس حزب جليل الشأن في البلاد.

نعم، لقد بانت مواهب حافظ من يوم درج لطلب العلم، وما برح يبرع فيه أقرانه حتى أحرز إجازة الحقوق - ليسانس - وأقبل على المحاماة مجدا أمينا حتى تمت كفايته، وبعد فيها صيته ولما يزل بعد في فوعة

1

الشباب، يعينه فيها علم غزير، وعقل شديد، وبديهة حاضرة، وحجة قاهرة وبلاغة ساحرة. كل أولئك في صوت كأنما تختلج به أوتار عود. وكذلك كان حافظ بك خطيبا رائعا جليلا .

وقد اتصل من صدر أيام الشباب بفقيد الوطن المغفور له مصطفى كامل باشا، وظل معه إلى أن قبض إلى رحمة الله، فكان شأنه كذلك مع المغفور له فريد بك، إلى أن شطت به النوى، فما برح هو كذلك موصول الاسم بالحزب الوطني، حتى اختير له رئيسا.

ومما يذكر له في هذا الباب، أنه كان دائما شديد التوافي لأساطين الأحزاب الأخرى حتى في الأوقات التي كان السيد وفيق يرميهم بالمقذعات في جريدة الحزب من غير حساب!

ولقد يبدو لك حافظ رمضان بك كسولا لا يحب أن يجشم نفسه من الأمر جليلا، على أنه إذا جد الجد، كان أنشط من الكوكب السيار!

ومن أعجب ما يؤثر له من هذه الناحية، أنه قد بدا له في صيف العام الماضي، إذ هو في أوروبا، أن يتسلق قمة جبال الألب

Mont Blanc ، وعبثا يحاول صدقانه

2

نامعلوم صفحہ