259

فکر سامی

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

ناشر

دار الكتب العلمية-بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولى-١٤١٦هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٥م

پبلشر کا مقام

لبنان

اصناف

ترجمة خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي الخطمي:
بفتح فسكون، من السابقين الأولين، شهد بدرًا وما بعدها، كسر أصنام بني خطمة، ومن اجتهاده أن النبي ﷺ ابتاع فرسًا فأنكره البائع، فجاء خزيمة وشهد بصدق رسول الله ﷺ فقال له: "كيف شهدت بما لم تشهد"؟ فقال: ائتمناك على خبر السماء، فكيف لا نصدقك في هذا، فجعل النبي ﷺ شهادته بشهادة رجلين خصوصية له، وهذا من فقهه واجتهاده الصائب -رضي الله عنه١، ولما جمعوا المصحف لم يجدوا آية الحرص إلّا معه، كما في البخاري٢، مات بصفين مع عليّ -رضي الله عنه٣.

١ أبو داود في الأقضية "٣/ ٣٠٨"، والنسائي في البيوع "٧/ ٢٢٦".
٢ في البخاري في تفسير سورة التوبة "٦/ ٩٠"، وفيه أيضًا في جمع المصحف "٢٢٦" أنه وجد معه آية من الأحزاب: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ .
٣ خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي الخطمي. التاريخ الكبير "٣/ ٢٠٥"، ودائرة المعارف الأعلمي "١٧/ ١٦٩"، البداية والنهاية"٧/ ٣١٠".
ترجمة خالد بن الوليد القرشي المخرومي
...
ترجمة خالد بن الوليد القرشي المخزومي:
سيف الله، أحد أشراف قريش في الجاهلية والإسلام، أسلم بين الحديبية وخيبر، ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله ﷺ قيادة الجيوش، شهد معه الفتح، وهو الذي كسر صنم العزّى، ومن اجتهاده أن بعثه رسول الله ﷺ إلى الغميصا فقتل ناسًا قالوا: صبأنا -أي أسلمنا- ولم يحسنوا النطق بالشهادة، فلم يستصوب فعله، ووداهم ﵇ من مال المسلمين وعذر اجتهاده، وقال ﵇: "اللهم أني أبرأ إليك مما فعل خالد" ١ والقصة في الصحيح، وله مشاهد وفتوح في الحياة النبوية وبعدها، وما كسرت له راية، وعلى يده أسس الله دعائم الإسلام بعد تضعضعه بموت النبي ﷺ، فهو الذي أخضع أهل الردة، وقتل مسليمة الكذاب، ومالك بن نويرة، ومن أبى من دفع الزكاة، وأخمد فتنة ثورة العرب، وفتح كثيرًا من بلاد الشام، فهو فاتح دمشق وغيرها، ولما حضرته الوفاةقال: لقد شهدت مائة زحف وما في جسدي موضع شبر إلّا وفيه ضربة أو طعنة، أو رمية، ثم أنا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء.
توفي سنة "٢١" إحدى وعشرين٢.

١ تقدم تخريجه.
٢ خالد بن الوليد القرشي المخزومي: ترجمته في الإصابة "٢/ ٤٢٧"، وأسد الغابة "٢/ ٩٣".

1 / 268