عربی فکر حدیث
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
اصناف
10
فإنها نافعة لأهل البلاد والغرباء؛ فلذلك كثر أهل هذه البلاد وعمرت بكثير من الغرباء.
وأما المادة الثامنة
11
فإنها تقوي كل إنسان على أن يظهر رأيه وعلمه وسائر ما يخطر بباله مما لا يضر غيره، فيعلم الإنسان سائر ما في نفس صاحبه، خصوصا الورقات اليومية المسماة بالجرنالات والكازيطات: الأولى جمع جرنال، والثانية جمع كازيطة
Gazette ؛ فإن الإنسان يعرف منها سائر الأخبار المتجددة سواء كانت داخلية وخارجية؛ أي داخل المملكة أو خارجها، وإن كان قد يوجد فيها من الكذب ما لا يحصى، إلا أنها قد تتضمن أخبارا تتشوق نفس الإنسان إلى العلم بها. على أنها ربما تضمنت مسائل عملية جديدة التحقيق أو تنبيهات مفيدة أو نصائح نافعة، سواء كانت صادرة من الجليل أو الحقير؛ لأنه قد يخطر ببال الحقير ما لا يخطر ببال العظيم، كما قال بعضهم: لا تحتقر الرأي الجليل يأتيك به الرجل الحقير؛ فإن الدرة لا تستهان لهوان غواصها ...
ومن فوائدها أن الإنسان إذا فعل فعلا عظيما أو رديئا، وكان من الأمور المهمة، كتبه أهل الجرنال ليكون معلوما للخاص والعام؛ لترغيب صاحب العمل الطيب، ويرتدع صاحب الفعلة الخبيثة. وكذلك إذا كان الإنسان مظلوما من إنسان كتب مظلمته في هذه الورقات فيطلع عليها الخاص والعام فيعرف قصة المظلوم والظالم، من غير عدول عما وقع فيها ولا تبديل، وتصل إلى محل الحكم، ويحكم فيها بحسب القوانين المقررة، فيكون مثل هذا الأمر عبرة لمن يعتبر. وأما المادة التاسعة
12
فإنها عين العدل والإنصاف، وهي واجبة لضبط جور الأقوياء على الضعفاء، وتعقيبها بما في العاشرة
13
نامعلوم صفحہ