عربی فکر حدیث
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
اصناف
واستمر أنصار المرأة ، ولا سيما في أثناء شدة وطأة الملكية عليهم، يذكرون مواعيد الجمهورية فيحنون إلى عهدها، فعقدت بينهم وبين الحزب الجمهوري رابطة المصلحة وشرعوا بمظاهرة هذا الحزب. ولما أعلنت الجمهورية الثالثة (1870) الحاكمة الآن اعترفت لهم بخدماتهم، وهي وإن لم تحقق لهم أمانيهم إلا أنها أطلقت لهم حرية العمل، فدخلت القضية النسائية منذ ذلك في دور جديد. (عن كتاب «المرأة في التمدن الحديث»)
الشيخ مصطفى الغلاييني1
(1) الحرية الصحيحة هي التي ينالها الشعب بقوته
نالت الأمة العثمانية حريتها وأكثر البلاد غير مستعد لذلك، فإن لم نبذل الجهد لترقية الأقوام الذين لم يفهموا - إلى الآن - معنى الحرية والاستقلال الشخصي فلا تلبث الحكومة أن تتسفل وتتدنى إلى أخلاق هذه الأقوام، ثم لا يمضي زمن حتى ترجع الحالة إلى أشر مما كانت عليه؛ ذلك لأن الحرية الصحيحة هي التي ينالها الشعب بقوته دون مساعدة خارجة عنه، كالجيش مثلا أو كأن تمنح الحكومة الحرية للشعب من قبل نفسها دون مجبر.
أما الحرية التي تنال بواسطة الجيش فإنها تنتزع بواسطته، كما كاد يحصل في ثورة آستانة الأخيرة الشهيرة بفتنة 31 من مارس و13 من نيسان، أو تنتزع متى سكنت ثائرة ذلك الجيش وذهب رجاله إلى أهليهم.
وكذا الحرية التي تمنحها الحكومة دون ثورة من الشعب، فإنها تنتزع متى مات أو سقط السلطان المانح الحرية، كما حصل في الحرية التي منحها سلطان العجم لشعبه فإن خلفه انتزعها قسرا وأهرق دماء كثيرة في سبيل ذلك؛ فلو كانت الأمة هي التي طالبت بحقوقها وأصرت على نيل حريتها فلا يمكن أن تنتزع منها حريتها ما دام فيها رمق من الحياة.
فالثورة الحقيقية ليست ثورة الجيش لطلب الحرية، ولا ثورة خارجة لطلب حرية أمة، وإنما هي ثورة الأمة. وأفضل معاني الثورة هي الثورة الأدبية أو الأخلاقية؛ لأنها هي كل شيء، وكل معنى من معاني الثورة هو تابع لها على الدوام ... (2) القوانين يجب أن توافق البيئة والحالة الاجتماعية،
2
حق اللغة
وإن من الخطأ البين أن تقاس الأمة العثمانية الحديثة العهد بالحرية والدستور بأمة الفرنسيس أو السكسون فتحكم بقانون إحداهما؛ لأن الفرق الشاسع بيننا وبينهم يوجب علينا أن نسن لأنفسنا قوانين توافق بيئتنا وحالتنا الاجتماعية.
نامعلوم صفحہ