مروا بمنعطف وخرج كلب ينبح. في الأمام، ظهرت أضواء الأكواخ التي كان يعيش فيها الهنود الذين يعملون في تقشير اللحاء. اندفع نحوهم المزيد من الكلاب، وأعادها الهنديان إلى الأكواخ. وفي الكوخ الأقرب إلى الطريق، بدا ضوء في النافذة. وعلى المدخل، وقفت سيدة عجوز تحمل مصباحا.
في الداخل، على سرير خشبي يتكون من طابقين، كانت ترقد سيدة هندية شابة، كانت تحاول أن تلد طفلها منذ يومين، وكانت جميع النسوة العجائز في المخيم يحاولن مساعدتها. أما الرجال فقد خرجوا إلى الطريق كي يجلسوا في الظلام ويدخنوا بعيدا عما كانت تصدره من ضوضاء. صرخت فور أن دخل نك ووالده والهنديان اللذان كانا يقودانهما والعم جورج إلى الكوخ. كانت ترقد بضخامتها في الطابق السفلي من السرير تحت لحاف، بينما يتجه رأسها إلى أحد الجانبين. في الطابق العلوي من السرير، كان يجلس زوجها. كان قد جرح قدمه جرحا خطيرا بالفأس قبل ثلاثة أيام. وكان يدخن غليونا، وكانت رائحة الغرفة سيئة للغاية.
أمر والد نك بوضع بعض المياه على الموقد، وبينما كانت تسخن، راح يتحدث إلى نك قائلا: «هذه السيدة سوف تلد طفلا يا نك.»
أجاب نك: «أعرف.»
تابع والده الحديث قائلا: «إنك لا تعرف. استمع إلي! إن ما تمر به الآن يسمى المخاض. إن الطفل يرغب في أن يولد، وهي ترغب في ولادته. جميع عضلات جسمها تحاول أن تنجز عملية ولادة الطفل. هذا ما يحدث عندما تصرخ.»
قال نك: «فهمت.»
وحينها على الفور، صرخت المرأة.
سأل نك والده: «أوه، يا أبي، ألا تستطيع أن تعطيها شيئا يجعلها تكف عن الصراخ؟»
أجاب أبوه: «لا، ليس لدي أي مخدر، لكن صرخاتها لا تهم. إنني لا أسمعها لأنها لا تهم.»
تقلب الزوج الذي كان يرقد في الطابق العلوي من السرير، ليواجه الحائط.
نامعلوم صفحہ