قالت: «لا تتعجل.. على مهلك.. لا تنس أن كلامنا كله نظرى».
فارتددت وتنهدت أسفا محزونا، فقالت وهى تربت لى على كتفى: «لا تحزن يا كلبى العزيز.. أنت كلبى.. ألم تقل ذلك»؟
قلت: «نعم.. ولكن الكلب له مزايا.. لا تنسى ذلك».
قالت: «يحسن أن تتدرب عليها التدريب الأول..».
فقاطعتها وصحت بها: «لا.. لا.. إنى طول عمرى كلب متدرب من زمان.. كلب عتيق.. والله».
وضحكنا ...
وافترقنا على موعد للتدريب الثانى.
الفصل الثاني
الدكان
وقفت «جليلة» لا تدرى ماذا تصنع، فقد انغزرت إحدى العجلتين الخلفيتين فى الرمل وأبت أن تخرج منه.. وعجز المحرك عن جذبها، بل كانت العجلة تزداد غوصا كلما حاولت نزعها. وكانت الشمس قد مالت إلى المغيب ولم يبد أحد فى الأفق، وكان الكشك الذى وقفت عنده منذ لحظة تشرب «الكازوزة» يبعد مسافة كيلو ونصف أو اثنين، فليتها ما جاوزته إلى هذا المكان القفر.. ولكنها أرادت أن ترى الطيارة الشراعية من مكان قريب والأرض بعد «الكشك» غير ممهدة. ولكن عناء السير فيها محتمل ولا خوف من الغوص. وقد طوفت من قبل فى أرجاء هذا الفضاء الرحيب. فهى تعرف صلابة الأرض ولا تخشى رخاوتها، غير أن الحظ خانها فى هذه المرة.. فما كادت تقف بالسيارة وتنأى عنها قليلا ثم ترجع ، حتى ألفت العجلة قد غاب نصفها فى الرمال الخائنة. وكان تلاميذ الطيران الشراعى بعيدين عنها بعد «الكشك»، فهل تترك السيارة وتعود أدراجها إلى الكشك تلتمس من صاحبه المعونة، وتسأله أن يدعو إلى نجدتها بعض خفرائه؟.. لم يبق من هذا مفر على ما يظهر، وإلا صار خطبها أدهى بعد الغروب. وصح عزمها على ذلك، فأقبلت على السيارة تريد أن تأخذ منها حقيبتها وقبعتها وإذا بصوت يقول لها: «اسمحى لى..».
نامعلوم صفحہ