104

وسألها: «ماذا تصنعين هنا»؟ فقالت باختصار: «كنت أتمشى».

ولكنها رمت إليه ابتسامة ساحرة، فقال: «ولكنك كنت راقدة على الرمل، فهل هذه طريقة جديدة للمشى»؟ قالت: «كنت أستحم». قال: «تستحمين؟ ولكن بينك وبين البحر أكثر من مائة متر».

فقالت بغضب: «ألا أستطيع أن آخذ حمام شمس إذا أردت»؟

فقال: «أوه.. صحيح».

وهز رأسه ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: «حواء تأخذ حمام شمس، فيفاجئها آدم الذى كان يبحث عن الحية ... أليس كذلك؟ ويفسد عليها حمامها ... معذرة مرة أخرى».

فتركت الاعتذار وسألته بلهفة: «آدم.. قل لى.. هل تظن أن هنا حيات»؟ فقال: «لا أظن.. وماذا تصنع حتى الحية هنا؟.. تأخذ حمام شمس هى أيضا»؟

فضحكت وقالت: «ألم تأخذ قط حمام شمس»؟

فكاد يفهق. وقطب هنيهة وهو يحاول أن يهتدى إلى المعنى الذى أرادته ثم قال بابتسام: «كلا.. لم أفعل ذلك قط ... جربت كل نوع من الحمامات إلا هذا، والله فكرة».

فصاحت به: «لم أكن أعنى هذا» وابتسمت على الرغم منها، ثم أردفت: «أنما أردت مجرد الاستفهام».

فقال: «لقد كنت الآن فى حمامك فقطعته عليك، أفلا يمكن أن تستأنفيه من حيث انقطع»؟

نامعلوم صفحہ