في الصحبة والصحابة

حسن فرحان مالکی d. 1450 AH
196

في الصحبة والصحابة

مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة

اصناف

جوابات

ثامنا: من قتل أم حرام؟

سواء كان معاوية قائد الحملة التي كانت فيها أم حرام أم لم يكن فمن المحتمل أنه كان السبب في مصرعها لأسباب عامة وخاصة.

ومنها أن أم حرام كانت زوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان عبادة شأنه شأن بقية الصحابة يغزون مع كل بر وفاجر وقد كان سيئ الرأي في معاوية ويرى بأن معاوية من أمراء السوء الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أخرج ذلك بسند حسن كل من ابن عساكر والشاشي والبزار والطبراني وغيرهم عن عبادة بن الصامتوإنكاره على معاوية بيع الخمر ثم ذهابه إلى المدينة من أجل إغراء معاوية به.

فبيت آل عبادة بن الصامت كانوا على خلاف مع معاوية ويعرفون الأحاديث العامة والخاصة في ذمه فلذلك مات الاثنان أم حرام وعبادة بن الصامت قبل مقتل عثمان فقد كان معاوية يتوقع مقتل عثمان وكان يخشى من بعض الصالحين في الشام أن يفسدوا عليه أهل الشام فعمل على نفي أبي ذر ثم نفي عبادة بن الصامت فنجح في الأول ولم يستطع في الثاني وعمل على أن يصفو له الشام بين قبائل كلب وغسان وحمير وكندة وغيرهم من القبائل التي لم يكن لها سابقة في الإسلام ولا تعرف المهاجرين ولا الأنصار.

وإن صح أنه أمير الحملة فالمرجح لاغتياله أم حرام أمران، وكلاهما دليل ظني لا قطعي:

الأمر الأول: قولهم في الرواية (فقدمت لها بغلة لتركبها).

يا ترى من الذي قدم تلك البغلة المجنونة؟ التي تطير بمن لا تعرفه حتى يندق عنقه؟

الدليل الثاني: جاء وصف البغلة في بعض الروايات الصحيحة بأنها (شهباء) وهذه صفة بغال معاوية ومن ذلك قول كعب الأحبار (بل صاحب البغلة الشهباء) يعني معاوية؟ والأثر صحيح الإسناد عن كعب.

ويبدو أن معاوية وبعض الطلقاء كانوا قد حاولوا اغتيال عمر أيضا لما ذهب إلى الشام وأعطوه برذونا كاد أن يصرعه لكن الله سلم؛ واستطاع إيقافه ثم نزل وقال (ما ظننته إلا شيطانا).

صفحہ 196