تاسعا: الجميع بحاجة لعلمك
ولتعلم شيخنا الفاضل أن الجميع بحاجة لعلمك داخل المملكة وخارجها فلا تجامل خاصة الجلساء على عامة المسلمين ممن يتلقى
-أو قد يتلقى في المستقبل- علمكم عبر الشريط والكتاب فلعل في هؤلاء من هو أخلص للعلم وأكثر تقديرا لكم، فلا تظن بمن لم يحضر دروسك سوءا، ولتعدل بين طلابك من الحاضرين والغائبين أما أن يستأثر الحاضرون منهم بنقل التشويه وتستجيب لهم ثم لا تحاسبهم على تشويهاتهم ووقوعهم في أعراض الغائبين فهذا ما لم نكن نتوقعه من شيخنا الذي كان يوصينا بتحري الدقة في النقل عن الآخرين والعدل في وضع الخطأ في موضعه اللائق به دون تضخيم أو تقليل وأن يكون الحكم حكم مرتكب الخطأ موحدا سواء ارتكب هذا الخطأ ابن تيمية أو الكوثري أما أن يختلف الحكم بحسب قربنا أو بعدنا من الشخص المخطئ فهذا يشبه فعل الأمم السابقة الذي بسببه هلكت تلك الأمم (إذا سرق فيهم القوي تركوه وإن سرق الضعيف قطعوه) فالعدل به تقوم السماوات والأرض وإذا لم نجده عند علمائنا وشيوخنا الذين يعرفوننا ونعرفهم فأين نجده؟
على أية حال: أنا على ثقة من أن هذه الحوارات رغم ما يصاحبها من أخطاء وشيء من سوء الظن؛ إلا أن وجودها خير من تركها لأنها تثري المعلومات وتشجع على المراجعة وإعادة النظر في كثير من القواعد والأحكام الباطلة شرعا التي ورثناها مثلما ترث القبائل أعرافها وتقاليدها سواء ما وافق منها الشرع أو مالم يوافقه ونحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى أن نحاكم تلك القواعد والمسلمات للشرع لا أن نجعلها فوق الشرع ونردد ما كان يقوله الكفار: {قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا}[لقمان:21] فالله قد ذم تقليد الآباء والأجداد في الباطل، ويدخل في ذلك كل ما خالف الدليل والبرهان وليس الذم مختصا بالكفار؛ فكل من لم يتبع الحق وعارض الحق بما ورثه من الباطل يدخل في الذم.
صفحہ 18