في الصحبة والصحابة
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
اصناف
في حديث كركرة
صحح الشيخ قصة كركرة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تركه على ثقله فمات فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((هو في النار)) فذهبوا لينظروا فوجدوا عباءة قد غلها.
إذن فهل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم السابق هو من باب الإخبار أم من باب الوعيد؟
هذه قضية يجب أن تحل ولكن لا أحد يتمنى أن يكون كركرة أو قاتل عمار مهما كان فاسقا يبقى أمله أكثر في عفو الله عز وجل ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((هو في النار)).
وأنا يبدو لي والله أعلم أن الحديثين من باب الإخبار لكن لا أجزم بذلك يحتاج لبحث علما أن قاتل عمار أكثر إثما، وعقوبته أكثر تحققا ممن غل شملة أو عباءة.
ولا ريب أن من رضي بقتل عمار من جيش معاوية حكمه حكم قاتل عمار، وهذا قال به ابن تيمية رحمه الله مع تعصبه لبني أمية.
فمعاوية واقع تحت الوعيد لأن قتلة عمار اختصموا في رأس عمار بين يدي معاوية؛ كل يريد الجائزة ولن يفعلوا هذا إلا ومعاوية راض بقتل عمار وإلا ما معنى هذا الاختصام؟
أما قول الشيخ: (وكذلك من وقع في الزنا أو شرب الخمر أو أصحاب الإفك يجاب عنهم بما تقدم)؟
أقول: هذا يختلف عن هذا فالذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه في النار غير الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه تاب توبة لو تاب منها صاحب مكس لغفر له.
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يفرق بين هذا وهذا ونحن نقول: لهم الحكم نفسه ومن مقتضيات الإيمان التي تحدث عنها الشيخ الإيمان بكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنا مثلما يجب الإيمان به هناك.
صفحہ 127