انتبهت إلى نظراتي؛ فأشارت إلي بنصف ابتسامة، تاه ردها على فمي، فأجبتها بمزيد من البحلقة، ترجمتها هي تجاوبا، فتبعتها بدعوة صريحة بإيماءة من رأسها.
عاد الصراع خفقانا في القلب وارتعاشة في اليد، حاولت أن أدير وجهي لإيقاف تطلعاتها، وحينما ظهر إشعاع جرأة آخر؛ عدت بنظري إليها فوجدتها ما زالت على موقفها.
عرفت نوعي، توقعت ذلك حينما وجدتها تبادر بالقيام من مجلسها، وتقترب من مكاني، ألح علي هذا اللعين لصيق حياتي بالهروب. كم أكرهه! كم من تجربة أضاعها علي! كم من جولات فتتني فيها! لم تكن تعنيني مغامرة ليلية، ولكنني تمنيت فقط مغالبة غريمي، الذي جعلني مضحكة بين أصدقائي.
قررت فض طهري بأكثر الطرق صخبا؛ حملت لها ابتسامة عريضة بدت بلهاء، شجعتها على الحضور بخطوات متسارعة، ثم جلست بجانبي، وحينما مدت يدها لتلمسني؛ انتبهت إلى غريمي وقد أعلن انتهاء الجولة. صفقت الباب ورائي وسط نظرات دهشتها المعجونة بخيبتها. •••
ترددت لحظة ولحظتين قبل أن أعيد الطرق، حتى انتبهت إلى أن الباب مفتوح، دخلت مترددا، لمحتها تجلس في ركن، بفستانها الذي يشبه بساطتها وجمالها الطبيعي. ما إن لمحتني حتى باركتني بنصف ابتسامة، ثم عادت لتصفح هذا الكتاب بين يديها.
فحصت المكان بنظرات مضطربة؛ المنضدة ذاتها في استقبال الداخل، وهدوء تلك الجالسة وراءه التي انشغلت بمتابعة بعض الملفات الورقية.
فوقها تماما تتوسط الحائط لافتة تبدو جديدة بإطاراتها المذهبة، وبخط نسخ جميل كتب عليها:
في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم افتتاح المركز القومي للتنمية الثقافية.
وكأنها انتبهت فجأة لوجودي، سألتني: «أيوة يا فندم؟» فأجبتها: «من فضلك، أريد الاستفسار حول ورشة كتابة القصة.»
كيس مقرمشات
نامعلوم صفحہ