============================================================
وليس معنى هذا أن الكندي كان ميرءا من التكلف والتمحل لاسيما في نفيه عن الله التأثير المباشر في المادة استناتا بمذهب ارسطو وفي أشياء مما ذهب اليه من آراء ونظريات 00* ولو أننا ظفرنا بالاطلاع على كتابه في التوحيد الذى قال عنه ابن جلجل * لم يسبقه الى مثله احد، اذا لكنا اهدى في الحكم له أو عليه في الآمياته التي قلد فيها المعلم الاول على اننا لنلمح في اغفال الغزالي ذكر الكندي والرد عليه وهو أول فيلسوف مسلم فتح باب الخوض الفلسفي في الاعتقاد - في كتابه تهافت الفلاسفة تلمح ما يجوزه العقل بان الكندي ربما تراجع عما آمن به وأقره من قبل وبعيد أن يقال ان الغزالي لم يطلع على ما كتبه الكندي في ذلك : والابعد منه الادعاء بانه لا يعرقه ومهما يكن من امر فان ابن الفلسفة البكر في الاسلام كان كأكتر فلاسفة هذه الامة مؤمنا، فكتابه في التوحيد الذي لم يسبقه الى مثله أحد: ورسالته في اثبات النبوة ومثلها في ان أفعال الباري كلها عدل لا جور فيه كل اولئك وغيرها توطد لليقين بايمان الكندي الذي يسرنا حقا أن تجد عددا غير قليل من شباب العروية والاسلام في زماننا قد جندوا من نفوسنم روادا باحتين عن آثار هنا الفيلسوف الكبير وغيره من آثار أفذاذ الامة وختاذيذها الألمعيين الذي وصلوا الليل بالنهار دائين على ما هم فيه غير عابثين بالمعجبين أو اللاحين ولو لحقهم يسبب ذلك آذى من الجامدين والمتعصبين والحاسدين ومن تلك الآثار التي كانت محجوبة وراء أبواب القماطر الموصدة رسالة الكندي في (عمل السيوف وصنعها وسفيها) التي بعثها من مرقدها الشاب الدؤوب على البحث والتنقيب عن آثار الصفوة الممتازة من عباقرة هذه الامة : الدكتور* فيصل دبدوب، ونفخ فيها من معاني الحياة ، بتعليقات بارعة تكشف عما خفي ويخفى على كتير من ابناء العصر من ألفاظ ومصطلحات كان يحذق مراميها الواصلون في فتون الصنعة على عهد الكندي، اما اليوم فهي تكاد تتخرط في عداد الرموز والطلسمات، ولم تقتصر تعليقاته التي جعلت معميات الرسالة ومصطلحاتها
صفحہ 13