لعلكم أن تحسبوها سمرا
إذن أسأتم النفوس النظرا
من كان ذا عقل وذا عينين
يبلغ حقا مجمع البحرين
11
ولهم أدلة عقلية على وجوب التأويل أخذوها أيضا من القرآن الكريم، كقوله تعالى:
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ، وفي قوله:
وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون ، فذهبوا إلى أن مثالة الدين تؤخذ من خلقة السموات والأرض، وتركيب الأفلاك، وجميع ما يتأمل مما خلقه الله تعالى، فقد ركزت في المخلوقات كل معاني الدين الذي حمله القرآن الكريم، فآيات القرآن إذن في حاجة إلى من يخرج كنوز هذه المعاني،
12
وبناء على هذه الطريقة التي اتخذوها لأنفسهم للتأويل، وهذه القاعدة التي بها يستدلون بما في هذه الطبيعة والمخلوقات على الدين؛ جعلوا المخلوقات قسمين: قسم ظاهر للعيان، وقسم باطن خفي، وجعلوا الظاهر يدل على الباطن، وسموا الباطن ممثولا والظاهر مثلا، ولذلك أستطيع أن أطلق على نظرية التأويل عندهم «نظرية المثل والممثول»،
نامعلوم صفحہ