المعالجة الحكيمة:
وأهمت هذه الجموع رسول الله ﷺ، ورأى أن يحسم أمرها قبل أن يكتمل جمعها وقبل أن تتحرك إلى المدينة، ورأى ﵇ أن هذه القبائل تتجمع حول خالد بن سفيان، فإذا قتل خالد تفرقت بددًا وانتهى أمرها، وزال خطرها.
وفكر الرسول ﷺ فيمن ينتدبه لهذه المهمة، فقتل زعيم كبير وسيد مطاع يتحلق حوله ألوف من أشداء الرجال يحتاج إلى رجل حديد القلب، ثابت الجنان ذي تجرية في مثل هذه الأمور.
ومن غير عبد الله بن أنيس هذه المهمة؟
واستدعى رسول الله صاحبه عبد الله بن أنيس وأجلسه بجانبه، وأوجز له المهمة التي ينتدبه لها، فقال ﵇: إنه قد بلغني أن ابن سفيان يجمع لي الناس ليغزوني وهو بنخلة فأته فاقتله.
إنها مهمة واضحة محددة بقدر ما هي كبيرة وخطيرة، إن الذي يجمع الناس لقتال الرسول هو ابن سفيان، ولولاه لما اجتمع الناس، والمكان الذي ينزله هذا العدو هو " نخلة " والمهمة التي أسندت للفدائي الصحابي هي القضاء على رأس الفتنة وموقد نارها: خالد بن سفيان الهذلي.