128

Fedayeen from the Era of the Messenger

فدائيون من عصر الرسول

ناشر

دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

پبلشر کا مقام

الاردن

اصناف

بنو مخزوم والدعوة الى الإسلام:
عندما عرض رسول الله ﷺ دعوة الإسلام على قريش، تلقاها زعماء القبائل، ومنهم بنو مخزوم، على أنها مكرمة من مكارم السيادة والشرف تتنافس عليها القبائل ويتسابق اليها الرجال، فأبى هؤلاء الأشراف أن يقروا لبني هاشم بالنبوة، وناصبوا رسول الله العداء، أما العقلاء من شباب قريش فقد تلقوا دعوة الإسلام بالقبول، فأقبلوا على رسول الله مصدقين وعلى دعوة الإسلام مؤمنين.
كان بنو مخزوم من أكثر القبائل القرشية عداء للرسول ودعوته، أبوا أن يكون النبي من قبيلة أخرى غيرهم وقد بالغوا في العداء ولجّوا فيه حتى ظهر من بينهم فرعون هذه الأمة، أبو جهل عمرو بن هشام، كما ظهر من بينهم واحد من زمرة المستهزئين بالدعوة: الوليد بن المغيرة. . .
وعلى هذا العداء الشديد من زعماء بني مخزوم وسادتهم، فقد آمن من عقلاء شبابهم نفر آثروا الحق والصدق على التنافس على رموز الدنيا البالية الفانية، فقد كان من بين السابقين إلى الإسلام، سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة المخزوميان. .
موقف الوليد بن المغيرة من الاسلام:
كان الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم، وكانت له في قريش مكانة سامية واحترام عظيم، وكان هو في نفسه عظيمًا، لا يرى لأحد عليه فضل، ولا يرى أحدًا أحق منه بزعامة قريش وسيادتها، فقد كان القرشيون خاصة، والعرب عامة، يعتبرون العز والسيادة للكاثر مالا وولدًا، وقد آتى الله الوليد مالًا وولدًا، فكيف لا يرى نفسه سيد قريش وقد كان عنده من المال ما مكنه من كسوة الكعبة بمفرده سنة

1 / 134