فیصل اول: سفرنامہ اور تاریخ
فيصل الأول: رحلات وتاريخ
اصناف
حلمت مرة حلما سياسيا جميلا؛ حلمت أني حضرت اجتماعا وطنيا حول التفاهم بين سوريا ولبنان، وتحديد سبل التضامن الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
هو حلم حلمته، ولكنه صورة صادقة لما في نفسي من عقيدة ويقين، ومن أمل ورجاء، ولا حاجة لترداد ما كتبته وقلته في هذا الموضوع. إني أرى الهاوية، ولا أرى غير طريق واحدة للنجاة، وإني أستشهد الله والتاريخ أن حبي للبنان لا يقل ذرة عن حب إخواني اللبنانيين الذين يقدسون أرزه، ويتغنون بمجد الجدود الفينيقيين.
ولكني، وأنا أنظر إلى الماضي مثلهم، أتطلع كذلك إلى المستقبل، وإلى أبناء المستقبل - أبنائنا وأحفادنا - وأريد أن يكونوا أحرارا مثل أجدادهم الفينيقيين، ومثل أجدادهم العرب.
وأنى لهم أن يكونوا كذلك، إذا كنا لا نقوم نحن بشيء من الواجب علينا، فنمهد في الأقل سبيل الخلاص من نير الرق والاستعمار؟! ولا يتمهد السبيل ويزداد نور الأمل ضياء إلا إذا تفاهم لبنان وسوريا، وتقررت سبل التضامن السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وهناك تضامن آخر لا تستغني سوريا عنه وإن توحدت تماما، فإذا ظل لبنان منفصلا عن سوريا فمصيره الحماية لا محال، وإذا ظلت سوريا منحصرة بالأربع المدن - حتى وإذا ضمت إليها اللاذقية وإسكندرونة وجبل الدروز - فإن كيانها القومي متزعزع، ومصيرها لا يدعو للتفاؤل، إذا كان لا يتم التضامن الاقتصادي والسياسي بينها وبين العراق.
أما إذا عقد التضامن اللبناني السوري، وتم الاتحاد السوري العراقي وكانت فرنسا صديقة هذا الاتحاد، ومطمئنة إليه؛ إذ تكون مصالحها الاقتصادية والسياسية مضمونة فيه؛ فالبلاد العربية الموحدة تستطيع إذ ذاك أن تساعد عرب فلسطين مساعدة فعلية. وقد يقتنع الإنكليز هناك، ويقنعون كما فعلوا في العراق، فتنجو البلاد المقدسة من الصهيونية والاستعمار الصهيوني.
رحم الله فيصلا، فلو استقر ملكه السوري واستمر، لما كان لبنان اليوم في هذه الحالة السياسية المبلبلة المحزنة.
رحم الله فيصلا، فلو أنه - تعالى - أمد بأجله، لاستمر في جهاده الشريف الذي لم يكن يعتريه شيء من الملل والفتور، ولتحققت آماله العربية في الوحدة السورية العراقية اللبنانية الفلسطينية.
1
أنا اللبناني المحب للبنان، الغيور على مصالح اللبنانيين إخواني، وعلى كرامتهم قبل مصالحهم، أقول ذلك وأتيقنه كل اليقين. وأنا اللبناني الراغب للبنان بمنزلة رفيعة في الوحدة السورية، المطالب بها، آسف جد الأسف؛ لأن الفرنسيين لم يدركوا ما كان مضمونا لهم في ملك سوري موطد الأركان، وفي مليك كفيصل، رحب الصدر، حصيف حكيم.
نامعلوم صفحہ