St. John Chrysostom
وصف فيه أحوال الموسيقى في أواخر القرن الرابع، وربما في أوائل القرن الخامس. في هذا التعليق ردد القديس يوحنا رأي الكنيسة القائل إن الموسيقى قدرة خاصة، لو استخدمت بطريقة فاضلة لساعدت كثيرا على غرس الخير في النفوس. ولكنه حذر آباء الكنيسة قائلا: إن عليهم أن يتنبهوا للقضاء على خطر أي نوع من الموسيقى يتصف بخصائص وثنية، وقد يثير الغرائز المنحطة في الإنسان. وقد أكد كريسوستوم أن أخلص حواريي المسيح قد عرف قيمة الموسيقى في غرس التقوى في نفوس الشباب. غير أن العصر قد تغير منذ أيام القديس بولس؛ ولذا هتف كريسوستوم شاكيا: «إن أبناءكم سيغنون أغاني، ويرقصون رقصات شيطانية، كالطباخين والندمان (الندل) والموسيقيين، ولم يعد أحد يعرف شيئا من مزامير «داود»، بل تبدو هذه أمرا مخلا، وأضحوكة تبعث على السخرية، ذلك هو مكمن الشر كله.»
2
وقد لاحظ كريسوستوم أن المربيات يهدهدن الأطفال الصغار بالأغاني لكي يناموا، كما أن الفلاحين يغنون وهم يجمعون الكروم ويعصرونها، وللنواتي أغانيهم البحرية، وللنساء أنشوداتهن أثناء النسج. ومن المؤكد أن النفس تتحمل المشاق والصعاب بمزيد من السهولة عندما تستمع إلى الأغاني والأناشيد.
ويواصل كريسوستوم كلامه قائلا: «لما كان هذا النوع من الاستمتاع فطريا مغروزا في نفوسنا، ولكيلا يتمكن الشياطين الذين يأتون بأغان شهوانية من إفساد كل شيء، وضع الرب المزامير (
psalms ) لكي يكون الغناء متعة معونة في آن واحد. إن الأغاني الغريبة تؤدي إلى الضرر والدمار وإلى كثير من النتائج المؤسفة الأخرى؛ إذ إن العناصر الشهوانية الشريرة في جميع الأغاني تستقر في أجزاء من النفس، فتجعلها أضعف وأشد رخاوة. أما المزامير الروحية ففيها الكثير من العناصر القيمة، المفيدة القدسية، وهي تشجع على الحكمة تشجيعا تاما؛ إذ إن الكلمات تطهر النفس، ويهبط الروح القدس سريعا على نفس المغني؛ ذلك لأن من يغنون عن فهم يستجلبون لطف الروح الإلهية.»
3
وقد كتب القديس هيرونيموس (جيروم)
St. Jerome (حوالي 340-420م)، الذي تعرف ترجمته اللاتينية للكتاب المقدس باسم «الفولجاتا»
Vulgate
نامعلوم صفحہ