Heine ، وألف عددا كبيرا من الأغنيات الفنية (ليدر) ذات الطابع الرومانتيكي الصرف.
أما فرانتس ليست
Franz Liszt (1811-1886م) فكان ذا نزعة إنسانية اجتماعية، كما كان موسيقيا تقدميا، فضلا عن كونه رجل كنيسة.
26
ولقد أشار ليست إلى باخ على أنه القديس توما في مجال الموسيقى؛ ذلك لأن القديس توما قد جمع بين الإيمان والعقل في مركب واحد، وكذلك اعتقد ليست أن باخ قد سار بالشعور والعقل إلى وحدتهما النهائية في فن الموسيقى. وقد أمضى ليست حياته وهو يحاول تحقيق وحدة أوثق بين الموسيقى والشعر، وكان ينظر إلى الشعر على أنه الحافز إلى الإبداع الموسيقي، ولكنه كان يعتقد أنه بعد تحقيق الوحدة بين الكلمة واللحن، وبين العقل والشعور، فمن الواجب أن تترك الموسيقى حرة؛ لكي تمجد هذه الوحدة، وتسمو بها إلى أعلى قمم الوجد الرومانتيكي؛ ففي رأيه أن المؤلف الموسيقي يمزج في موسيقاه بين أسرار الكون وبين منطق الفيلسوف، وهو قد تصور أن معقولية المفكرين المنطقيين ووجد الصوفيين ينعكسان على الفن الموسيقي الإلهي.
ولقد كان ليست يتميز بطبيعة مزدوجة؛ فالعزلة التي كان يتوق إليها والتي اهتدى إليها أخيرا في كنف الكنيسة، تقف مع شخصيته الخلاقة بوصفه مؤلفا موسيقيا على طرفي نقيض؛ ذلك لأن موسيقاه نابضة بالحياة والحركة، وتحفل بالموضوعات الشعبية. وقد كان يؤدي ألحانه أمام الجمهور بروح من التعاطف معهم، وكان في الوقت ذاته يحرص على إظهار مقدرته الخارقة على العزف على البيانو، ويمضي في ذلك إلى حد يقرب من الاستعراض المكشوف. وكان ليست يناصر كل قضية لها صلة بالموسيقى ويؤيد الاتجاهات التحررية في الحكم، وذلك بتقديمه معونات سخية إلى الموسيقيين المكافحين، وبذل جهوده لتشجيع التقدم الاجتماعي.
ولقد كتب روبرت فرانتس
Robert Franz (1815-1892م) أغنيات فنية (ليدر) على طريقة شوبرت وشومان، وإن كانت أغنياته أقل جرأة وأقرب إلى الطابع الحالم. كما أنها كانت تتفاوت من ألحان شعبية إلى أغنيات فنية كلماتها من تأليف الشاعر هينه.
ولقد وصف الكثيرون موسيقى أنطون بروكنر
Anton Bruckner (1824-1896م) بأنها تعبير عن إيمانه الكاثوليكي المتحمس. ونظرا إلى أنه كان مشهورا بالتتلمذ على فاجنر، فإن الناقد هانسليك لم يجده ندا لموسيقيه المفضل برامز، ولكن الأمر الذي فات هانسليك هو أن موسيقى ذلك الفنان العميق التدين قد تخلصت من العناصر الشاعرية والوصفية التي شاعت لدى الرومانتيكيين، واستعاضت عنها بالتطوير الموضوعي لأفكار موسيقية، هي دون شك ناشئة عن مشاعر دينية، ولكنها معروضة بوصفها موسيقى خالصة.
نامعلوم صفحہ