ولا شك عندنا في أن أسمى رسالة للشاعر هي النهوض بالإنسانية عن طريق هذا الفن الجميل، فهو مرب جليل يقدر «للذوق الفني» أثره، وهو في كل ما يعبر عنه - سواء جاء مرآة لشخصيته أو مرآة للمجتمع أو مرآة للإنسانية أو مرآة للحياة الكونية - إنما ينصر هذا «الذوق الفني» الذي يسير بالحياة إلى الأمام ويأبى لها الوقوف كما يأبى لها التشاؤم أو الفناء بالمعنى الحقيقي. فالحياة نوعية إن لم نقل عالمية، وهي أسمى من أن تحصر في فرد أو جنس. •••
هذه طائفة من النقط الفنية التي ازدحمت أمامي وأنا أكتب هذا التصدير، تناولتها تناولا عاما لمن تشوقهم معرفة آرائي فيها، أو إجابة على أسئلة بعض الأدباء النقاد، وإن كنت أعلم أن بينهم من يشوقه التحدث عن الأمداح الغثة التي نظمها السيد شهاب الدين في محمد علي وسعيد وإسماعيل أضعاف ما يعنيه الإلمام بخصائص هذا الشعر أو بنزعات شعراء الشباب النابهين، وبينهم من يحفلون بكل قديم على ضعفه ولا يأبهون لأي جديد على قوته، وقد تجاوزوا في كل هذا حدود الذوق والمعقول. ولو أني عمدت إلى تدوين جميع الخواطر التي تتصل بهذه النقط لاتسع بي مجال هذا التصدير اتساعا كبيرا لا يتفق وغايتي منه، وليس أقلها شأنا تحية أصدقائي المتفضلين بقراءته، المقبلين على ما بعده من شعر، فشعري من نفسي وأرواح أندادي.
أحمد زكي أبو شادي
ضاحية المطرية
في 30 نوفمبر سنة 1934
إهداء الديوان
إلى الغائب المحجوب عن عالم الثرى
إلى منشأ الدنيا إلى منتهى الورى
إلى ذلك الطلق الفضاء الذي به
تبعثر من حلم العلى ما تبعثرا
نامعلوم صفحہ