وأنت فيها عن اللذات في كسلٍ ... انهض فما بلغ اللذات كسلان
أما ترى الأرض إذ أبكي السحاب بها ... آذارها ضحكت إذ جاء نيسان
والزهر كالزهر حياه الحيا فبدت ... في الروض منه إلى الأبصار ألوان
زمرد قضبٌ فيها مركبة ... جواهرٌ ويواقيت ومرجان
كأنما الورد خدّ الحبّ حين غدا ... له العذار سياجًا وهو ريحان
كأن منثورها إذ لاح مبتسمًا ... جيش من الروم بانت فيه صلبان
كأنما البان أهدى المسك حين بدا ... فعطر الكون لما أورق البان
كأن ريح الصبا طافت بخمر هوىً ... من الرياض فكل الكون نشوان
كأنما حمرة التفاح خدّ رشًا ... لي في هواه عن السلوان سلوان
كأن نارنجها نارٌ وباطنه ... ثلجٌ وفيه لجين وهو عقيان
والطير تطرب بالعيدان نغمتها ... ما ليس يطرب بالأوتار عيدان
أبدت فنونًا فأفنت صبر سامعها ... بالنوح إذ حملتها فيه أفنان
بلابلٌ هيّجت منّا بلابلنا ... وهاج منّا صباباتٌ وأشجان
وهزنا الشوق إذ غنّى الهزار بها ... فلا تجفّ لنا بالدمع أجفان
وربّ صافية في الكأس مشرقةٍ ... كانت وما كان في العلياء كيوان
راحٌ أراحت لمن حلّت براحته ... روحًا لها القار والفخار جثمان
صبّت لنا فهي ماء في زجاجتها ... وأشرقت فهي في الكاسات نيران
يسعى بها رشأ بالسحر مكتحلٌ ... حلو الدلال لجند الحسن سلطان
عذب اللمى ناعس الأجفان منتبه ... مهفهف القدّ صاحٍ وهو نشوان
كأنما وجهه فيه لعاشقه ... بستان والخال في البستان جنّان
كأنما خاله لما بدا كرةٌ ... والصدغ جوكانها والخد ميدان وشعره مقبول، غير أنه لا يخلو من اللحن، رحمه الله تعالى وإيانا.
1 / 38