غضّ الصبا يسفر عن منظرٍ ... أحسن من عصر الصبا المقبل
صوّر من نور ومن فتنةٍ ... والناس من ماء ومن صلصل
أحلت أشواقي على ذكره ... أسلّط النار على المندل
أخشى عليك العار من قولهم: ... معتدل القمامة لم يعدل وقال أيضًا (١):
أموسى ولم أهجرك والله إنّما ... هجرت الكرى والأنس واللب والصبرا
تركتك لا غدرًا بعهدك بل أرى ... حياتي ذنبًا بعد بعدك أو غدرا
قنعت على رغمي بذكرك وحده ... أدير عليه الخمر والأدمع الحمرا
أقبل من كاس المدير حبابها ... إذا مثلت عندي المنى ذلك الثغرا وله أيضًا (٢):
لاموا فلما لاح موضع صبوتي ... قالوا لقد جئت الهوى من بابه
شرقت بدمعي وجنتي شوقًا إلى ... ذي وجنة شرقت بماء شبابه
حلو الكلام كأنّما ألفاظه ... يشربن عند النطق شهد رضابه
بالله يا موسى وقد لذّ الردى ... اجبر ولا تبق الجريح بما به
هاروت أودع في لحاظك سحره ... فأصاب قلبي منك مثل عذابه وديوانه كله من هذا النوع، رحمه الله تعالى وسامحه.
_________
(١) ديوانه: ١٥٧.
(٢) ديوانه: ٨٢.
1 / 30