المشركين، فإن هؤلاء المشركين مشبهون شبهوا الخالق تعالى بالمخلوق (^١) وفي القرآن، وكلام أهل العلم من الرد على هؤلاء ما لا
_________
(^١) قال شيخ الإسلام أبو العباس ﵀ في الردّ على البكري "ص ٦٠ - ٦١ - ٦٢" ما ملخصه:
وأصل ضلال المشركين أنهم ظنوا أن الشفاعة عند الله كالشفاعة عند غيره. وهذا أصل ضلال النصارى. فمن ظن أن الشفاعة المعهودة من الخلق للخلق تنفع عند الله مثل أن يشفع الإنسان عند من يرجوه المشفوع إليه أو يخافه كما يشفع عند الملك ابنه أو أخوه أو أهوانه أو نظراؤه الذين يخافهم أو يرجوهم فيجيب سؤالهم -لأجل رجائه وخوفه منهم- فيمن يشفعون فيه عنده، وغن كان الملك أو الأمير أو غيرهما يكره الشفاعة فيمن شفعوا فيه فيشفعهم فيه على كراهة منه، ويشفعون عنده بغير إذنه. فالله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وخالقه فلا يشفع أحد عنده إلاّ بإذنه ولا يشفع أحد في أحد إلاّ لمن أذن الله للشفيع أن يشفع فيه، فإذا أذن للشفيع شفع وإن لم يسأله الشفيع ولو سأل الشفيع الشفاعة ولم يأذن الله لم تنفع شفاعته كما لم تنفع شفاعة نوح في ابنه ولا إبراهيم في أبيه ولا لوط في قومه ولا صلاة النبي ﷺ على المنافقين ولا استغفاره لهم. فمن قال من المغالين والجاهلين أن لله عبادًا لو سألوه أن لا يقيم القيامة لما أقامها، فهو مفتر كذاب. فإن أفضل الخلق عنده أجاب أكثر مسائلهم مما يوافق قدره وأمره وردّ بعضها، فما حال من هو دونهم؟ وما أخبر أنه سيفعله فال بد من وقوعه.
وإنما تقع الشفاعة وتنفع ويظهر جاه الشفيع ووجاهته عند المشفوع إليه إذا شفع فيمن أذن له أن يشفع فيه وفي إجابته سؤاله وقبول شفاعته … الخ، اهـ. كلامه ﵀.
ولما ذكر الإمام ابن القيم ﵀ في الإغاثة ١/ ٢٢١ خطر قياس الخالق سبحانه على المخلوق في الشفاعة وغيرها قال:
وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والوليّ.، اهـ.
وسيأتي في كلام المؤلف ﵀ ما يبين خطأ هذا الاعتقاد، وخطره، وأنه لا يصح قياس الخالق ﷾ على الملوك والأمراء في الشفاعة وغيرها
1 / 54