فوائد منتخبہ
الفوائد المنتخبة من أصول مسموعات المخلدي انتخاب البحيري - مخطوط
اصناف
284 - أخبرنا موسى، ثنا علي بن حرب، ثنا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن العماني، عن مازن بن الغضوبة، قال: كنت أسدن صنما بسمائل - قرية بعمان - فعترنا ذات يوم عنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتا من الصنم يقول: يا مازن اسمع تسر، ظهر خير، وبطن شر، بعث نبي من مضر، بدين الله الكبر، فدع نحيتا من حجر، تسلم من سقر، قال: ففزعت لذلك فقلت: إن هذا لعجب، ثم عترت بعد أيام عتيرة فسمعت صوتا من الصنم يقول: أقبل إلي أقبل، تسمع ما لا تجهل، هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، فآمن به كي تعدل، عن حر نار تشعل، وقودها بالجندل، فقلت: إن هذا لعجب. وإنه لخير يراد بي، فبينا نحن كذلك إذ قدم رجل من أهل الحجاز، قلنا: ما الخبر وراءك؟ قال: ظهر رجل يقال له: أحمد، يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي الله فقلت: هذا نبأ ما سمعته، فسرت إلى الصنم فكسرته أجذاذا، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت (ق241ب):
كسرت بادرا جذاذا وكان لنا ... ربا نطيف به ضلالا بضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا ... ولم يكن دينه مني على بال
يا راكبا بلغن عمرا وإخوتها ... إني لمن قال ربي بادر قالي
يعني بعمرو بن الصامت وإخوتها بني خطامة - قال مازن: فقلت: يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وبشرب الخمر وبالهلوك من النساء - وألحت علينا السنون، فذهبن بالأموال، وهزلن الذراري والعيال، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتيني بالحياء، ويهب لي ولدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالخمر رياء لا إثم فيه، وبالعهر عفة الفرج، وائته بالحياء، وهب له ولدا، قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجد، وتعلمت شطر القرآن، وحججت حجا، وأخصبت عمان، ووهب الله لي حيان بن مازن وأنشدت أقول:
إليك رسول الله خبت مطيتي ... تجوز الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى ... فيغفر لي ربي وأرجع بالفلج
إلى معشر خالفت في الله دينهم ... فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرءا بالرغب والخمر مولعا ... شبابي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشية ... وبالعهر إحصانا فأحصن لي فرجي
فأصبحت همي في الجهاد ونيتي ... فلله ما صومي ولله ما حجي
فلما قدمت على قومي أنبوني وشتموني، وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت: إن رددت عليهم فإنما أهجوا نفسي، واعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت:
بغضكم عندنا مرمدا فيه ... وبغضكم عندنا يا قومنا لثن
فلا نفطن الدهر أن يثبت معايبكم ... وكلكم حين يثبت عيبنا فطن
شاعرنا معجم عنكم وشاعركم ... في حربنا مبلغ في شتمنا لسن (ق242أ)
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر ... وفي صدوركم البغضاء والإحن
قال: فأتتني منهم أزفلة عظيمة، فقالوا: يا ابن عم، عبنا عليك أمرا وكرهناه لك، فإن أبيت فشأنك ودينك، وارجع معنا فقم بأمرنا، فرجعت معهم وكنت القيم بأمورهم حتى هداهم الله إلى الإسلام جميعا.
صفحہ 282