فوائد حسان ومقتل عثمان
لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة
المتوفى سنة 350
الجزء السادس فيه فوائد حسان ، ومقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
رواية أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة
رواية أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن شاذان بن البزار
رواية أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل ، عنه
رواية الأجل أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان ، عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان ، المعروف بابن البطي ، ببغداد ، بقراءتي عليه ، أخبرنا الشيخ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، قراءة عليه ، في يوم الجمعة سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع مائة ، أنبا الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزار ، قراءة عليه ، في مسجده درب المجوس بنهر طابق ، قال : قرئ على القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة ، قال : نا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا ، قال : نا عفان بن مسلم ، قال : نا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي رافع ، عن أبي رافع ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني مخزوم على الصدقة ، فقال لي : اصحبني كيما تصيب منها فقلت : حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله ، فأتاه فسأله ، فقال : " مولى القوم من أنفسهم ، والله لا تحل لنا الصدقة "
صفحہ 1
2- أخبرنا أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ، ثنا عفان بن مسلم ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت عبد الله بن الحارث ، يحدث عن زهير بن الأرقم ، رجل من بني بكر بن وائل ، قال : لما قتل علي ، قام الحسن فخطب ، فقام رجل من أزد شنوءة ، فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته وهو يقول : " من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد الغائب " ولولا كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أحدا
3- أخبرنا أحمد ، قال : نا أحمد بن سعيد الجمال ، قال : نا عبد الله بن بكر السهمي ، قال : نا حميد الطويل ، قال : ولا أحسبه إلا ذكره ، عن أنس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " فقال : ننصره مظلوما ، فكيف أنصره ظالما ؟ قال : " تنهاه عن الظلم ، فذلك نصرك إياه "
4- أخبرنا أحمد ، نا أحمد بن سعيد الجمال ، قال : نا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : نا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن العامري ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به ، قال : " قل : ربي الله ، ثم استقم " قال : قلت : يا رسول الله ما أكبر ما تخاف علي ؟ قال : " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ، ثم قال : هذا "
5- أخبرنا أحمد ، قال : نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ، قال : نا مسلم بن إبراهيم ، قال : نا وهيب بن خالد ، قال : نا أيوب ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخي وصاحبي "
صفحہ 2
6- أخبرنا أحمد ، قال : نا محمد بن عثمان ، قال : نا سعيد بن عمرو الأشعثي ، قال : نا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كتب أهل الكوفة إلى عبد الله بن الزبير يسألونه عن الجد ، قال : إن الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذته ولكن أخوة الإسلام أفضل " يعني أبا بكر ، فإنه أنزله أخا
7- أخبرنا أحمد ، قال : نا أحمد بن سعيد ، قال : نا محمد بن كناسة ، نا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تظهر الفتن ويكثر الهرج قيل : وما الهرج ؟ قال : القتل القتل ، وقبض العلم " فسمعه عمر بن الخطاب يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن قبض العلم ليس بشيء ينتزع من صدور الرجال ، ولكن فناء العلماء
8- أخبرنا أحمد ، قال : نا الحارث بن محمد ، قال : نا محمد بن عمر الواقدي ، ثنا محمد بن نعيم المجمر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة خطبتين ، ويجلس جلستين "
9- أخبرنا أحمد ، نا الحارث ، أنا الواقدي ، ثنا عبد الله بن جعفر ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما تنصر أمتي بضعفائها "
10- أخبرنا أحمد ، نا الحارث ، ثنا الواقدي ، قال : نا عبد الرحمن بن عثمان بن وثاب ، عن أبي النضر ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى عبد الله بن سلام ، فقال : " هو في الجنة "
صفحہ 3
11- أخبرنا أحمد ، ثنا أحمد بن سعيد الجمال ، قال : نا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : نا إبراهيم بن سعد أبو إبراهيم ، قال : الزهري حدثنا ، عن عامر بن واثلة ، أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان ، وكان عمر استعمله على مكة ، فقال عمر : من استخلفت على أهل الوادي ؟ قال : استخلفت عليهم ابن أبزى قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ، قال : استخلف عليهم مولى ، قال : إنه قارئ لكتاب الله ، وإنه عالم بالفرائض ، قاض ، قال عمر رحمه الله : أما إن نبيكم ، قال : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ، ويضع به آخرين "
12- أخبرنا أحمد ، نا محمد بن إسماعيل ، قال : نا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي ، قال : حدثني عمرو بن الحارث الزبيدي ، قال : نا عبد الله بن سالم الأشعري ، قال : حدثني الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر ، نا راشد بن سعد ، أن أبا راشد حدثهم ، يرده إلى عمرو بن معدي كرب بن عبد كلال ، أن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : سافرنا مع عمر بن الخطاب آخر سفره إلى الشام ، فلما شارفوا أخبروا أن الطاعون فيها ، فقيل : يا أمير المؤمنين لا ينبغي لك أن تهجم عليه ، كما أنه لو وقع وأنت فيها ما كان ينبغي لك أن تخرج عنه ، فرجع متوجها إلى المدينة ، قال : فبينا نحن نسير من الليل إذ قال لي : اعرض عن الطريق ، فعرض ، وعرضت ، فنزل عن راحلته ، ثم وضع رأسه على ذراع جمله ، فنام ، فلم أستطع أنام ، ثم هب يقول : ما لي ولهم ؟ ردوني عن الشام ، ثم ركب ، فلم أسأله عن شيء حتى إذا ظننت أنه يخالط الناس ، قلت له : لم قلت ما قلت حين انتبهت من نومك ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبعثن من بين حائط حمص والزيتون في التراب الأحمر سبعون ألفا ليس عليهم كدر ولا حساب عليهم " ولئن رجعني الله من سفري هذا لأحتملن عيالي وأهلي ومالي حتى أنزل حمص ، فرجع من سفره ذلك فقتل "
صفحہ 4
13- أخبرنا أحمد ، ثنا محمد بن عثمان ، نا عبد الحميد بن صالح ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن عامر الشعبي ، قال : تمارى علي وابن عباس في العاديات ، فقال ابن عباس : هي الخيل ، وقال علي : هي الإبل ، وقال علي : ما كان معنا يوم بدر فارس إلا المقداد على فرس أبلق ، وكان علي رضي الله عنه يقول : هي الإبل ، فقال ابن عباس : ألا تراها تثير نقعا ، وما تثيره إلا بحوافرها .
14- أخبرنا أحمد ، نا محمد بن عثمان ، قال : نا عبد الحميد بن صالح ، قال : نا عبد الله بن المبارك ، عن مصعب بن ثابت ، أن عبد الله بن الزبير كان بينه وبين أخيه عمرو بن الزبير خصومة ، فدخل عبد الله بن الزبير على سعيد بن العاص ، وعمرو بن الزبير معه على السرير ، فقال سعيد لعبد الله : ها هنا ، قال : " لا ، قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن الخصمين يقعدان بين يدي الحاكم "
15- أخبرنا أحمد ، نا محمد ، قال : نا علي بن حكيم ، نا شريك ، عن عبد الملك بن بشير ، عن عثمان بن قيس ، قال : قلت لسعيد : إن فلانا ينهى عن متعة الحد ، فقال : وما يدريه فعلناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
صفحہ 5
16- أخبرنا أحمد ، نا أبو إسماعيل ، قال : نا أبو صالح ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن حبيب بن عبيد ، عن جبير بن نفير ، قال : سمعت عوف بن مالك ، يقول : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول : " اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأدخله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، وزوجا خيرا من زوجه ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ، ومن عذاب النار " قال : حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت أخبرنا أحمد ، قال : نا أبو إسماعيل ، قال : نا أبو صالح ، حدثني أبو معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحو هذا الحديث
17- أخبرنا أحمد ، نا الحارث ، نا الواقدي ، نا ربيعة بن عثمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : ما كنا نرى أن على من لم ينزل غسلا ، حتى قالت عائشة : " فعل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فلم ينزل فاغتسلنا "
18- أخبرنا أحمد ، نا الحارث ، نا داود بن المحبر ، ثنا زائدة بن قدامة ، عن سليمان الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن أبي الدرداء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوما في سبيل الله عز وجل جعل الله بينه وبين النار خندقا ، عرضه كما بين السماء والأرض "
صفحہ 6
19- أخبرنا أحمد ، ثنا محمد بن عثمان ، ثنا إسحاق بن محمد العرزمي ، قال : نا الحكم بن ظهير ، عن بشير بن عاصم أبي عامر ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : كثرت السبئية ، ووقع الموت ، فلقيت عليا عليه السلام فسألته ، فقلت : يا أمير المؤمنين كيف كان يصنع أبو بكر وعمر رحمهما الله في نصيبكم من الخمس ؟ ، قال : أما أبو بكر فلم يكن في ولايته أخماس ، وأما عمر فلم يزل يدفعه إلى في كل خمس ، حتى كان خمس السوس وجنديسابور ، فقال وأنا عنده : هذا نصيبكم أهل البيت من الخمس ، وقد اختل بعض المسلمين واشتدت حاجتهم ، فقلت : نعم ، أفلسنا أحق من أرفق المسلمين وشفع أمير المؤمنين ، فقال : فقبضه الله عز وجل ، ثم أنشأ علي رضوان الله عليه يحدث ، فقال : إن الله عز وجل حرمه الصدقة وعوضه سهم الخمس ، وعوضا سهما مما حرم عليه ، فحرمها على أهل بيته خاصة دون أمته ، فضرب لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما عوضا مما حرم عليهم .
صفحہ 7
20- أخبرنا أحمد ، قال : نا القاسم بن العباس المعشري ، قال : نا زكريا بن يحيى الخزاز المقرئ ، قال : نا إسماعيل بن عباد ، نا شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت زينب بنت جحش ، وأتى بيت أم سلمة ، وكان يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يلبث أن جاء علي عليه السلام ، فدق الباب دقا خفيفا ، فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم الدق وأنكرته أم سلمة ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قومي فافتحي له " قلت : يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ، أتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم كهيئة المغضب : " إن طاعة الرسول كطاعة الله ، ومن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله ، إن بالباب رجلا ليس بنزق ، ولا غلق ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لم يكن ليدخل حتى ينقطع الوطء " قالت : فقمت وأنا أختال في مشيتي ، وأنا أقول : بخ بخ ، من ذا الذي يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ؟ ففتحت الباب ، فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسا ولا حركة ، وصبرت في خدري استأذن ، فدخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أم سلمة ، أتعرفينه ؟ " قلت : نعم يا رسول الله ، هذا علي بن أبي طالب ، قال : " صدقت ، سيد أحبه ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، اسمعي واشهدي ، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاصم عداتي ، فاسمعي واشهدي ، وهو والله محيي سنتي ، فاسمعي واشهدي ، لو أن عبدا عبد الله ألف عام ، وألف عام بعد ألف عام وألف عام بين الركن والمقام ، ثم لقي الله عز وجل مبغضا لعلي بن أبي طالب عليه السلام وعترتي ، أكبه الله عز وجل على منخريه يوم القيامة في نار جهنم "
صفحہ 8
21- أخبرنا أحمد ، نا محمد بن عثمان ، ثنا النمر بن جدلة الأسدي ، ثنا يحيى بن يعلى ، عن موسى بن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن العبد يزوجه سيده ، بيد من الطلاق ؟ قال : " بيد الذي يأخذ بالساق "
مقتل عثمان رضي الله عنه
صفحہ 9
22- أخبرنا أحمد ، ثنا محمد بن هشام ، نا الحسين بن عبيد الله العجلي ، نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عائشة ، قالت : لما أخذ الناس في الطعن على عثمان فبلغه ذلك ، قام إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فاعتذر إليهن ، وإلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فاعتذر إليهم ، فقبلوا ذلك منه ، فبلغه أن أهل مصر قد افتتنوا ، فبعث إليهم عمار بن ياسر ، فحرك ما لم يرد أن يتحرك ، وهيجهم على المسير إلى عثمان ، قال : فبلغه ذلك ، قالت : فدعا سعد بن أبي وقاص ، فدفع إليه كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالرضى عن عثمان ، قالت : فانطلق سعد ، فأتى عمار مقبلا بالجموع إلى عثمان ، فقال له سعد : ويحك يا أبا اليقظان ، ائتمنك الرجل وسيرك ، فجئته وسيرت إليه الجموع ، لا أكلمك كلمة ما بقيت ، فقال له عمار : اتئد يا ابن أبي وقاص ، فأهوى إلى قميصه فحل إزاره ، فخلعه وجلس في إزار ، فقال : أشهدك بأني قد خلعت عثمان كما خلعت قميصي هذا ، قال : فمضى عمار ومن معه من المصريين ، فحضروا عثمان بسعد من ليله ، وقال سعد : إلى مصر فقرأ عليهم كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سمعا وطاعة ، نحن على عهدنا وطاعتنا وبيعتنا وميثاقنا ، ثم قدم سعد إلى عثمان ، وإن داره ليستصبح بالنبل ، فأخبره بالذي كان ثم خرج ، قالت : ثم إن عثمان دعا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي العاص ، فقال : يا ابن أخي انطلق فادع لي سعدا ، فإنك ستجده سامعا مطيعا ، وادع لي طلحة بن عبيد الله ، فإنك ستجده سامعا مطيعا ، وادع لي فلانا وفلانا ، بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وادع لي الزبير بن العوام ، فإنك ستجده يضرب الأمثال ، فأتى كلا ، فقالوا : سمعا وطاعة ، فأتى الزبير بن العوام فجعل يقلب يده هكذا ظهرا لبطن ، يقول : وإذا يكون عطشها دعا لها وإذا لحاس الحيس يدعى جندبا ما لي ولعثمان ، قال : إنه يدعوك ، قال : سمعا وطاعة ، فانطلقوا حتى توافوا على باب عثمان فأخبر بهم ، فدخلوا ، ثم أمر بالباب فأخيف عليه وعليهم ، وقال : يا أصحاب محمد إني لم أدعكم لمائدة عطاء أقسمها بينكم دون الناس ، ولكن دعوتكم أسألكم عن إمرتي إذا أنا صدقت فصدقوني ، وإذا أنا كذبت فكذبوني ، قالوا : اذكر ما أحدث ، قال عثمان : أذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أني سادس ستة في الإسلام ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، وقال : أذكركم بالله وبالإسلام هل تعلمون أني قدمت المدينة مهاجرا إلى الله ورسوله بعد هجرة الحبشة ، والماء العذب بالمدينة عزيز ، فابتعت بئرا في يومه بألف دينار أنا ورجل من بني زهرة ، فكان يوم شربي هي مباحة للناس ، ويوم شرب الزهري باع السقاء بدرهم ، فشكا المسلمون ذلك إلي فاشتريت الشطر الباقي بعشرين ألفا فأبحتها للناس ، فأما اليوم لا أستطيع أن أشرب منها قطرة ، قالوا : نعم ، فقال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، قال : " من يبتاع لنا حائطا بني بألف نقيم به قبلتنا فله معي بيت في الجنة ، وكان لغلامين يتيمين من الأنصار ، فاشتريته منهما بثلاثين ألفا ، فأقمت به قبلة المسلمين ، قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله عز وجل وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهز جيش العسرة ، قال : " لا ينفق رجل اليوم نفقة ، ولا عقالا إلا وجبت له الجنة " فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة وثلاثين ألفا ، وكان في ذلك جهازهم حتى لم يعتقدوا فيه عقالا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبهما بيده ويقول : " ما على عثمان من عمل بعد هذا اليوم ، لا ينسى هذا اليوم لعثمان " قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أني أتيت منزل عائشة أسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل لي : خرج يطلب لأهله من الجوع ، فلم أدع امرأة من نسائه إلا أرسلت إليها بوفر بعير من تمر ، ووفر بعير من بر ، وشاة ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل عائشة رضي الله عنها ، من آخر النهار وقد شم ريح اللحم ، فقال : " من أين لكم هذا ؟ " قالت عائشة : بلغ عثمان عنا مجاعة ، فأرسل بما ترى ، قال : " وددت أنك فرقتيه في نسائي " قالت : والذي بعثك بالحق ما بقي امرأة من نسائك إلا وقد أرسل إليها على ما ترى ، قالت : فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الله عز وجل ، ثم قال : " كم من كربة قد نفسها الله عز وجل عنا بعثمان ، اللهم أوسع على عثمان ، اللهم لا تنسنا هذا لعثمان " قال : فما زلت أتعرف دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي إلى جنازة رجل من الأنصار ، فخرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون ، وبعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم ببغلة تسمى الدلافي فركبتها ، فانتهينا إلى القبر ولما تلحد فأنكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنكثنا معه ، كأن على رءوسنا الطير ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعوذوا بالله يا معشر المسلمين من عذاب القبر " ثم قال : " كيف أنتم إذا أصابتكم فتنة يقتل بعضكم بعضا ؟ " قال : فقام أبو بكر فقال : أدركتها يا رسول الله ؟ قال : " لا " فقام عمر ، فقال : أدركتها يا رسول الله ؟ قال : " لا " فقمت فقلت : أدركتها يا رسول الله ؟
صفحہ 11
قال : " بك تبتلون " قال : فقام رجل من قريش ، فقال : أدركتها يا رسول الله ، فقال : " إنك منها كقائد الناقة بخطامها أو قال بزمامها " قال : فقام أبو الدرداء ، فقال : يا رسول الله أرأيت أن منيتنا بذلك مع من نحن ؟ فقال : " مع ابن عفان فإنه يومئذ وأصحابه على الحق " قال : فأخذ بعصاي فأدار بوجهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : مع هذا مع ابن عفان قال : " نعم ، فإنه يومئذ وأصحابه على الحق " قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله عز وجل وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا من حوائط الأنصار وأجلس على أعمال الناس رجلا ؟ فقال : " لا يدخلن علي رجل إلا بإذن " فجاء أبو بكر فاستأذن ، فقال : أبو بكر بالباب ، فقال : " ائذن له وبشره بالجنة " قال : فدخل وهو يقول : اللهم حمدا ، ثم جاء عمر فاستأذن ، فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : " ائذن له وبشره بالجنة " قال : فدخل وهو يقول : اللهم حمدا ، قال : ثم جئت فاستأذنت ، فقيل : عثمان بالباب ، فقال : " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى شديدة تصيبه " فدخلت وأنا أقول : اللهم صبرا قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، فأذكركم بالله وبالإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما قاعدا وعنده عائشة وعنده أبو بكر ، وعمر ، وذلك قبل أن يضرب عليهم الحجاب ، فجئت فاستأذنت ، فقال : عثمان بالباب ، فقال لعائشة : " تزملي بثيابك " وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتستر ببعض من ثوبه يسويه على نفسه ، فلما خرجنا ، قالت عائشة : يا رسول الله ما أراك إلا قد أغضبت أصحابك ، قال : " ولم ؟ " قالت : لما صنعت لإجلالك عثمان ، قال : " يا عائشة أو لا أستحي ممن تستحي منه الملائكة ، إن عثمان يأتيني يطلب الحاجة فيمنعه الحياء أن يتكلم بها ، وإن الملائكة تستحي من عثمان " قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله عز وجل وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ماتت ابنتاه عندي ، قال : " ألا أبو أيم ألا أخوها ينكحها عثمان ، فوالله لو كانت عندي الثالثة لأنكحتها إياه " ثم قال : " صاهرت رجالا فوجدت عثمان أحب أصهاري " قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زوجني ابنته أم كلثوم ، قال : " أي بنية لم أزوجكيه أنا ولكن جبريل عليه السلام أمرني عن ربي عز وجل ، أما إنه أشبه الناس بأبيك محمد وبجدك إبراهيم خلقا وخلقا " قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلي مقبلا ، قال : " هذا أشبه الناس بي ، وبجدي إبراهيم خلقا وخلقا " قالوا : اللهم نعم ، فقال عثمان : قد علمتم الذي كان لي علي منكم من إيمان ، وكف من كف ، فقال له : يا أمير المؤمنين أتأذن لنا أن نقاتل عنك ؟ قال عثمان : عزمت عليك لما انصرفت ، فإن أعظمكم عندي غنى من هؤلاء قال : فخرجوا من عنده ، فصلى بهم صلاة الصبح ، فوثبوا عليه يريدون قتله ، فحال بينه وبينهم المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي ، فقتلوه ، وأقبل عبد الله بن عمر ، فصرخ بأعلى صوته ، فقال : يا معشر المسلمين إن عثمان بن عفان خليفتكم لا يحل لكم قتله ، فإن كنتم لابد قاتليه فاتبعوا الآن خيرا منه ، ولستم بأحق به ، قال : فأقبل عبد الله بن سلام ، فقال : يا معشر المسلمين أتعرفونني ، قالوا : اللهم نعم ، قال : هل تعلمون أني ممن أتاه الله أجره مرتين ، قالوا : اللهم نعم ، قال : وممن قال الله عز وجل : { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} قالوا : اللهم نعم ، قال : فوالذي نفسي بيده إني لأجد في كتاب الله المنزل إن سيد هذه الأمة بعد نبيها الصديق ، أصابوا نعته ، والذي يليه عمر الفاروق وقرن من جديد أمير سديد ، ثم الذي يليه عثمان ذو النورين يقتل مطلق ، فوالذي نفسي بيده لئن قتلتموه لينزعن الله عز وجل منكم السوط والدرة ، وليسلطن الله عليكم سلطان السيف إلى يوم القيامة ، ألا وإن لله عز وجل عندكم سيفا معمودا لم يسلط على قوم حتى يسلوه على أنفسهم ، فإذا سلوه على أنفسهم لم يغمده عنهم إلى يوم القيامة ، قالوا : حديث يا ابن اليهودية ، واتهموه ، وقالوا أثرا ، قال : ثم إن سعدا دخل على عثمان ، فقال له عثمان : اخرج إلى هؤلاء القوم فأنصفهم مني واقصص منهم ، ثم قالت : فخرج سعد ، فقال : من كان يطلب عثمان ، ولو نصرته سوط جهده فهذه يمنتي له حتى أؤتيه بها ، قال : فاتهموه ، وقالوا له : شرا ، قالت : فالتفت سعد فإذا به ورجل مختبئ بفناء الدار بحمائل سيفه عليه عمامة سوداء حرقانية ، على يمينه ابن جعفر ، وعن يساره التجيبي وأبو حذيفة ، فقال له سعد : يا أبا فلان إن هذا الأمر عصب برأسك فأفديه عنك ، فإنما كنتم تنقمون على عثمان ، فما إن رجع عنه وتاب والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن ذلك ، فقم بأبي أنت وأمي فأصرف الناس ، قال : فنهيا للصلح ، قال : فأخذ ابن جعفر والتجيبي بأذنيه فسارا به طويلا فأعاد الحياة كما كانت ، ثم قال : الآن فقد تلقى الجزاء من الطيبين ، والتفت خلفنا للنظار ، قال : فقال : إن تعد مهلا يا أبا فلان تريث كفاك ، أما إنك ستبلغ على ما تقول ، ثم رجع إلى عثمان بما كان فضحك عثمان في وجهه وقال : سمعت يا أبا إسحاق أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرف علي من هذه السهوة ، فقال لي عثمان : قلت لبيك يا رسول الله ، قال : " حصروك ؟ " قلت : نعم يا رسول الله ، قال : " أخافوك ؟ " قلت : لا يا رسول الله ، قال : " أظمئوك ؟ " قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فأدلى لي دلوا فشربت منه حتى رويت قال : " أخيرك ما أن تقاتل هؤلاء القوم فتنصر عليهم ، أو تصبح صائما فتفطر عندنا " قال سعد : فقلت : هل لا أخرت الصيام ، قال : قد فعلت ، قال : فلما طلع النهار دخل عليه التجيبي وأبو حذيفة حتى جلس بين يديه ، فقال : يا بعيد ، قال : لست ببعيد ولكني عثمان أمير المؤمنين ، قال : فإنه بلغني تهودت بعدي ، قال : معاذ الله ولكنك غدرت بعدي ، قال : فكيف أصبح وقد حلفت أن أهريق دمك ، قال : تخرج إلى الناس فتخبرهم أنك قد فعلت ، قال : ثم إن محمد بن أبي بكر دخل عليه منابطا سيفه قد علق كتائبه في همساته ، فجلس بين يديه ، فقال : يا بعيد ، فقال : لست ببعيد ولكني عثمان أمير المؤمنين ، قال : فأهوى بيده إلى لحيته ، فقال : مه يا ابن أخي كف يدك عن لحية عمك وحلها ، فإن أباك قد كان يحلها ، فغضب فأخذ مشقصا من كنانته فضربه في ودجه ، فأسرع السهم فيه ، ثم دخل التجيبي وأبو حذيفة ، فضرباه بأسيافهم حتى أماتاه وهو يقرأ في المصحف ، فوقعت نضحة من دمه على قوله : { فسيكفيكهم الله } ثم خرجا إلى الناس ، فقالا : قد قتلنا عثمان أمير المؤمنين ، قال : فقال له ناس من الناس : لعله لم يجار عليه بعد ، قال : فرجع التجيبي إليه ، وقد غمدوا دثارا فيه فسحبنه وهي سكينة ، فقال : أوغلي بعيدا ، قال : تقول نائلة بنت الفرافصة : ما تصنع به وقد قتلته ، قال : أنظر إليه وكشف الثوب عن وجهه ، فإذا هو يعتلج على ما يعتلج الميت ، فاخترط سيفه فوضع دثار السيف بين ثدييه ثم اتكأ على قائمه حتى أنفذه من بين كتفيه ، قالت : فقالت نائلة : مالك قتلته قتلك الله وقبضت السيف حتى عاقله من بين يديها ، فرمى بأناملها ، قال كعب : فوالذي نفسي بيده إني لأجد كتاب الله عز وجل المنزل أثر ذراعي التجيبي قاتل عثمان رحمه الله سهما بين طربات ، قال : وقتل قاتله الله ، وكان أشد الناس معه قتالا الحسين بن علي ، وطلحة بن عبيد الله ، قاتل مع عثمان رحمه الله ستة آلاف لو شاء أن يقاتلوهم قاتلوهم ، ولكن أقسم لا يهراق فيه محجمة من دم . آخر المقتل
نامعلوم صفحہ