فاتنة الإمبراطور
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
اصناف
وأما الماجور جوزف شندر فقال: أنه نفذ أمر البارونة برجن؛ لاعتقاده أنه صادر ضمنا من جلالة الإمبراطور، وهو لا يدري غير ذلك. وأما الكبتن ملن فقال: إنه نفذ أمر البرنس بحروفه.
ثم حفظت أوراق التحقيق السري مخافة أن تنفضح السرائر التي لا فائدة من انفضاحها.
أما البارونة ليوتي فأطلق سراحها وتهددت بأن تبقى صامتة وإلا قطع عنقها، وأما جوزف شندر فسجن تهمة مخالفته النظام العسكري، وأما ميزل وأميليا فاختفتا من فينا في ليلة الفاجعة نفسها.
وأما البارونة برجن فبقيت إلى جنب سيدتها الإمبراطورة وليس من يجسر أن يمسها بسوء، وبقيت معها حتى رافقتها في سياحتها بعد حين كما تقرأ في الخاتمة.
الخاتمة
بقية التاريخ
بعد وفاة ولي العهد كان الإمبراطور فرنسوا جوزف في حزن شديد وحداد مديد؛ لأنه كان يحب وحيده ولي العهد؛ فتاب عن عشيقته كاترين شراط، ولجأ إلى تعزية زوجته الإمبراطورة؛ فكانت له خير تعزية وسلوان.
على أن الزمان يلأم الجروح، فما عتم جلالته أن تاق إلى عشرة كاترين فاستدعاها، ولما رأت زوجته أن الداء تأصل فيه، برحت فينا بحجة تبديل الهواء والاستشفاء، وساحت في سائر أوروبا إلى أن وصلت إلى سويسرا، فاغتالها هناك فوضوي يدعى لوشيني، فعظم حزن الإمبراطور عليها، ولكنه لم يجد معزيا في إبان حزنه سوى كاترين شراط.
بعد ذلك أصبح الإمبراطور في يد كاترين؛ إذ تعلق بها تعلقا شديدا، وما انتهى الحداد على الإمبراطورة حتى اقتربت كاترين إلى البلاط كثيرا، ودنا النفوذ إلى يدها، وأصبحت صروحها بلاطا غير رسمي، وصار يقصد إليها كل من توسل إلى نفوذ وحول وطول؛ ذلك لأن الإمبراطور كان يمنحها كل رغيبة من رغائبها، وهيهات أن ضن عليها بمطلب، وفي كثير من الأحوال كانت تنال عطايا عزيزة في مقابل الرتب والأوسمة التي كانت تستصدرها لذويها.
وقد أغدق عليها الإمبراطور من النعم ما لم يغدقه حاتم طي من قبله، حتى كاد بسبب ذلك الإسراف يقع في إفلاس كل عام، وكاترين كانت تنفق بسعة ومن غير حساب.
نامعلوم صفحہ