فاطمة الزهراء والفاطميون
فاطمة الزهراء والفاطميون
اصناف
11 (بكسر الراء) وقلادة وقرطين وسترت باب البيت لقدوم أبيها وزوجها، فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
دخل عليها وقف أصحابه على الباب لا يدرون أيبقون أم ينصرفون لطول مكثه عندها، فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس على المنبر، ففطنت فاطمة أنه فعل ذلك لما رأى من المسكتين والقلادة والستر. فنزعت قرطيها وقلادتها ومسكتيها ونزعت الستر وبعثت به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وقالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول لك: اجعل هذا في سبيل الله. فلما أتاه قال: قد فعلت، فداها أبوها، ثلاث مرات، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء.»
وانتظمت الحياة في السكن الجديد الذي أوى إلى ظل النبي على مثال من حياة النبي في بيته: عيشة كفاف وخدمة يتعاون عليها رب البيت وربته، إذ كان رزق علي من وظيفة الجندي، ووظيفته من فيء الجهاد، وقد كان قليلا في حياة النبي، وهو مقصور على الجزيرة العربية، فكان نصيب علي منه أقل من أن يتسع لأجرة الخدم، وكلما رزق وليدا جاءته حصته على قدر شأنه كشأن كل أب من المسلمين.
وما لبث البيت الصغير أن سعد بالذرية، وقد رزق الأبوان الفقيران نصيبا صالحا من البنين والبنات: الحسن والحسين ومحسن، وزينب وأم كلثوم.
وكان أسعد ما يسعدان به عطف الأب الأكبر الذي كان يواليهم به جميعا ولا يصرفه عنه شاغل من شواغله الجسام في محتدم الدعوة والجهاد، وقد أوشكت كل كلمة قالها في تدليل كل وليد أو الترحيب به أن تصبح تاريخا محفوظا في الصدور والأوراق.
فلما ولد الحسن سماه والداه حربا، فجاء رسول الله فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قالوا: حرب! قال: بل هو حسن، وهكذا عند مولد الحسين، وعند مولد المحسن، وقد مات وهو صغير.
نامعلوم صفحہ