فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
تحقیق کنندہ
محمد حامد الفقي
ناشر
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
ایڈیشن نمبر
السابعة
اشاعت کا سال
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
پبلشر کا مقام
مصر
اصناف
عقائد و مذاہب
قال ابن جرير: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ١ من الملائكة والإنس والجن٢ وساق بسنده عن مجاهد قال: عيسى وعزير والملائكة.
ثم قال: يقال تعالى ذكره٣ قالت الملائكة الذين كان هؤلاء المشركون يعبدونهم من دون الله وعيسى: تنزيها لك يا ربنا وتبرئة مما أضاف إليك هؤلاء المشركون ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ٤ نواليهم ﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ﴾ ٥ انتهى.
قلت: وأكثر ما يستعمل الدعاء في الكتاب والسنة واللغة ولسان الصحابة ومَن بعدهم من العلماء: في السؤال والطلب، كما قال العلماء من أهل اللغة وغيرهم: الصلاة لغة الدعاء، وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ ٦ الآيتين وقال: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ ٧، وَقَالَ: ﴿وَإِذَا مَسَّ الأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا﴾ ٨، وَقَالَ: ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ﴾ ٩ وَقَالَ: ﴿لا يَسْأَمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ﴾ ١٠ الآية. وقال: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ ١١ الآية.
وفي حديث أنس مرفوعا: " الدعاء مخ العبادة "١٢ وفي الحديث الصحيح: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " ١٣. وفي آخر: " من لم يسأل الله يغضب عليه "١٤ وحديث: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " ١٥ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه. وقوله: "الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض" ١٦ رواه الحاكم وصححه. وقوله: " سلوا الله كل شيء حتى الشِّسع إذا انقطع " ١٧ الحديث. وقال ابن عباس ﵁: " أفضل العبادة الدعاء " ١٨ وقرأ ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ١٩ الآية. ٢٠ رواه ابن المنذر والحاكم وصححه. وحديث: " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان " ٢١ الحديث.
وحديث: ٢٢ " اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " وأمثال هذا في الكتاب والسنة أكثر من أن يحصر، في الدعاء الذي هو السؤال والطلب، فمن جحد كون السؤال والطلب عبادة فقد صادم النصوص وخالف اللغة واستعمال الأمة سلفا وخلفا.
_________
١ سورة الفرقان آية: ١٧.
٢ سياق ابن جرير هكذا; يقول تعالى ذكره: ويوم نحشر هؤلاء المكذبين بالساعة العابدين الأوثان وما يعبدون من دون الله من الملائكة والإنس والجن.
٣ أي عند تفسير قوله تعالى: (قالوا سبحانك -إلى قوله- وكانوا قوما بورا) .
٤ سورة الفرقان آية: ١٨.
٥ سورة سبأ آية: ٤١.
٦ سورة فاطر آية: ١٣.
٧ سورة الأنعام آية: ٦٣.
٨ سورة يونس آية: ١٢.
٩ سورة فصلت آية: ٥١.
١٠ سورة فصلت آية: ٤٩.
١١ سورة الأنفال آية: ٩.
١٢ تقدم تخريجه برقم [٧٧] .
١٣ حسن: الترمذي: (٣٤٧٩): كتاب الدعوات: باب (٦٦)، والحاكم (١/ ٤٩٣) من حديث أبي هريرة وحسنه الألباني لشواهده. وراجع الصحيحة (٥٩٦) وصحيح الجامع (٢٤٣) .
١٤ حسن: أحمد (٢/ ٤٤٢، ٤٤٣)، والترمذي (٣٣٧٣) كتاب الدعوات: باب [٢٢]، وابن ماجة [٣٨٢٧] كتاب الدعاء: باب فضل الدعاء، والحاكم [١/ ٤٩١] والبخاري في الأدب المفرد [٦٥٨] من حديث أبي هريرة وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٤/ ٨٥): إسناده لا بأس به وحسنه الأرناءوط في تخريج جامع الأصول (٤/ ١٦٦) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٤١٤) .
١٥ حسن: أحمد (٢/ ٣٦٢) والترمذي (٣٣٧٠) في الدعوات: باب ما جاء في فضل الدعاء وحسنه وابن ماجة [٣٨٢٩] في الدعاء: باب فضل الدعاء وابن حبان (٢٣٩٧)، والحاكم (١/ ٤٩٠) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٢٦٨) وحسنه الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (د/ ١٨٨) .
١٦ موضوع: الحاكم (١/ ٤٩٢)، وأبو يعلى كما في المجمع (١٠/ ١٤٧) وقال الهيتمي: "وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متروك" اهـ وأشار إلى أنه حديث موضوع الألباني في الضعيفة (١٧٩) .
١٧ موضوع: الحاكم (١/ ٤٩٢)، وأبو يعلى كما في المجمع (١٠/ ١٤٧)، وقال الهيتمي: "وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متروك" اهـ وأشار إلى أنه حديث موضوع الألباني في الضعيفة (١٧٩) .
١٨ موطأ مالك: كتاب النداء للصلاة (٤٩٨) وكتاب الحج (٩٦٣) .
١٩ سورة غافر آية: ٦٠.
٢٠ حسن: أخرجه الحاكم (١/ ٤٩) من طريقين عن ابن عباس وحسنه الألباني في الصحيحة (١٥٧٩) .
٢١ صحيح: جزء من حديث طويل رواه أبو داود (١٤٩٥) كتاب الدعاء، والنسائي (٣/ ٥٢): كتاب السهو: باب الدعاء بعد الذكر وقد دعا به النبي ﷺ عقب التشهد، وابن ماجة في الدعاء (٣٨٥٨): باب اسم الله الأعظم من حديث أنس وصححه ابن حبان (٢٣٨٢- موارد)، والحاكم (١/ ٥٠٣، ٥٠٤) ووافقه الذهبي وقال الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (١/ ٣٦، ٣٧) وإسناده صحيح. اهـ.
٢٢ صحيح: جزء من حديث طويل لبريدة ﵁ رواه أبو داود: كتاب الصلاة (١٤٩٣): باب الدعاء، والنسائي في السهو (٣/ ٥٢): باب الدعاء بعد الذكر والترمذي: كتاب الدعوات (٣٤٧٥) باب جامع الدعوات عن النبي ﷺ وابن ماجة بنحوه: في الدعاء (٣٨٥٧): باب اسم الله الأعظم، وأحمد (٥/ ٣٦٠) وصححه ابن حبان (٢٣٨٣- موارد)، والحاكم (١/ ٥٠٤) وأقره الذهبي وقال الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (١/ ٣٨) "وإسناده صحيح".
1 / 175