Infinitis exemplis constat hallucinari saepissime Elmacinum.
والظاهر أن المكين، كما قال رينودو، جعل ديوانه أو جزءا كبيرا منه على أساس ساويرس، وهذه الحقيقة توضح بعض السبب في قلة تحريه ودقته، وقد ولد المكين حوالي سنة 1205، ولكن تاريخه ينتهي إلى ما قبل عصره بنحو قرن، وقد كان مسيحيا مصريا، ولكن مؤلفه يجب أن يعد بين المؤلفات الصغيرة القيمة في نظر الباحث في تاريخ مصر.
أبو الفرج (1226-1286)، ويسمى كذلك ابن العبري؛ نظرا لأنه من أصل إسرائيلي، وقد ولد في ملطية بأرمينيا، وهو معروف بكتابه «تاريخ الدول» الذي نشره «بوكوك» مع ترجمة لاتينية، وهذا التاريخ مكتوب باللغة العربية، وقد اختصره أبو الفرج نفسه من كتاب أكبر كتبه باللغة السريانية، وقد جاء فيه أول ذكر مفصل لإحراق مكتبة الإسكندرية المزعوم، ولكنه لا يزيد شيئا على ما نعرف من أخبار الفتح العربي. وكتابه «تاريخ الكنائس» باللغة السريانية يتعلق بالكنيسة السورية أكثر مما يتعلق بكنيسة الإسكندرية، ولكن به بعض أخبار قيمة تتعلق بعصرنا الذي نعالجه، وكان أبو الفرج مسيحيا يعقوبيا، وصار أسقفا، ثم صار بطريقا لطائفته.
وللنووي معجم في التراجم فيه كثير من الأخبار التي لا تتعلق بعصر خاص، ولكنا لا نجد به كثيرا مما له علاقة لازمة بالفتح العربي، وقد ولد في قرية «نوا» بقرب دمشق في سنة 1232، وصرف حياته في الدرس والتعليم، ثم مات من الإعياء والجهد، ولا يزال قبره محفوظا، وله في نفوس الناس مقام كبير؛ إذ يعدونه وليا من أولياء الله.
وأما القزويني المتوفى سنة 1283، فقد خلف كتابا في آثار البلاد، وهو يشبه أن يكون دليلا لوصف الآثار القديمة، وقد وجدناه ذا فائدة في المسائل المتعلقة بالآثار. وكتاب أبي الفداء في وصف البلدان لا يسعنا أن نغفله؛ فهو قيم لذاته، وقد زادت قيمته لما أضاف إليه «رينو» في طبعته الفائقة التي جاءت في مقدمتها مقالة ذات فائدة عظمى، وصفت فيها الموارد العامة لعلم وصف البلدان في العربية.
وقد كان أبو الفداء علما من الأعلام، سليل الأسرة التي أنجبت صلاح الدين الأيوبي، ودرج في سننها من سبل الفروسية، فكان يهيم بمعمعان الحرب منذ نعومة أظفاره، على أن ناحيته العقلية كانت نامية زاكية ، وصار في آخر عمره سلطانا لحماة فوق ما كان عليه من سعة العلم والتبريز في الأدب، فكان بابه مقصدا للأعلام في كل ضرب من الفنون والآداب، وكان مولده في سنة 1273، وكانت وفاته في سنة 1331.
ولعلنا لا نكون تجاوزنا الحدود ونحن في صدد قولنا هذا في وصف البلدان إذا نحن عرضنا لكتاب أميلنو
Geographie de l’Eg. à l’Epoque Copte ؛ فهو كتاب عظيم النفع، يرجع إليه لمعرفة أسماء البلدان في العصر القبطي والعربي. وكذلك يجدر بنا ذكر مقال المستر «لسترانج» في مؤلفي كتب وصف البلدان من العرب، وذلك في مقدمة كتابه
.
ابن خلدون (1332-1405) يذكرنا اسمه بانتشار الدولة الإسلامية على بلاد المغرب؛ فقد كان مولده في تونس، ولكن أسرته كانت قد انتقلت من زمن طويل إلى بلاد الأندلس وأقامت بها، ثم تركت أشبيلية، وأقامت في سبتة قبل ميلاده بنحو قرن، وقد حصل ابن خلدون العلم في تونس أولا، ثم في تلمسان، ثم لحق بسلطان غرناطة، وقام بنفسه على عقد المعاهدة مع «الدون بدرو» القاسي ملك قشطالة، وقد استطاع سلطان غرناطة بتلك المعاهدة أن يعود إلى قصبة ملكه، وتاريخ ابن خلدون بحالته التي بقي عليها إلى اليوم مختلط تحيط به ظلمة حيث يصف أخبار فتح مصر، على أنا نجد به نبذا ذات قيمة عظمى ظهر صدقها الناصع ظهورا جليا.
نامعلوم صفحہ