279

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

ایڈیٹر

عبد اللطيف هميم وماهر الفحل

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الطبعة الأولى

اشاعت کا سال

1422 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

(ومِنْهُ) أي: مِنَ المَوْضُوْع (نَوْعٌ وَضْعُهُ لَمْ يُقْصَد، نَحْوُ حَدِيثِ ثابتٍ)، هُوَ ابنُ مُوسى الزاهدُ الذي رَواهُ عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأعمشِ (١)، عَنْ أَبِي سُفيانَ، عَنْ جابِرٍ مرفوعًا: (مَنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ) بِاللَّيْلِ، (الحَدِيْثَ).
وتمامُه: حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ (٢).
فهذا لا أصلَ لَهُ عَن النَّبيِّ ﷺ، وَلَمْ يقصدْ ثابتٌ وَضْعَه، وإنَّما دخلَ عَلَى شَرِيكِ بنِ عبدِ اللهِ الْقَاضِي، وَهُوَ بمجلسِ إملائِهِ عِنْدَ قوله: حَدَّثَنَا الأعمشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ، وَلَمْ يَذْكُرِ المَتْنَ (٣)، أَوْ ذكرَهُ عَلَى مَا اقتضاهُ كلامُ ابنِ حِبّانَ، وَهُوَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أحَدِكُمْ» (٤).
فَقَالَ شَرِيكٌ مُتَّصِلًا بالسَّندِ، أَوْ المَتْنِ (٥) حِيْنَ نَظَرَ إلى ثابتٍ مُمازِحًا لَهُ: «مَنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ» إلى آخرِهِ - مريدًا بِهِ ثابتًا، لِزُهْدهِ وَوَرَعِهِ، وَعِبادتِهِ.
فَظَنَّ ثابتٌ أنَّ هَذَا (٦) متنُ السَّنَدِ، أَوْ بقيَّته، فكانَ يحدِّثُ بِهِ كَذلِكَ منفصلًا (٧)، أَوْ مُدرِجًا لَهُ فِي الْمَتْنِ (٨).

(١) انظر: النكت الوفية: ١٨٦/ ب.
(٢) إسناده ضعيف؛ لضعف ثابت بن موسى، ومتنه ليس من كلام النّبيّ ﷺ؟كما قال ابن عدي وغيره. انظر: الضعفاء للعقيلي ١/ ١٧٦، والموضوعات لابن الجوزي ٢/ ١٠٩، وتهذيب الكمال ٤/ ٣٧٨، والفوائد المجموعة: ٢٥، واللآليء ٢/ ١٨، والكامل ٢/ ٥٢٦، والمقاصد الحسنة: ١١٦٩، والميزان ١/ ٣٦٧، والنكت الوفية: ١٨٦/ ب.
(٣) القصة أوردها الحاكم في " المدخل ": ٣٧.
(٤) المجروحين ١/ ٢٠٧، وانظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٤٣٠ وقال القضاعي في مسند الشهاب عقب
(٤١٢): «وروى هذا الحديث جماعة من الحفاظ ... وما طعن أحدٌ منهم في إسناده ولا متنه، وقد أنكره بعض الحفاظ». وقد قال ابن طاهر: ظن القضاعي أن الحديث صحح لكثرة طرقه، وهو معذور لأنه لم يكن حافظًا». فتح الوهاب ١/ ١٥٥ - ١٥٦.
(٥) في (ق): «والمتن».
(٦) سقطت من (ق).
(٧) في (ق): «متصلًا».
(٨) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٤٣٠ - ٤٣١، وفتح المغيث ١/ ٢٩١ - ٢٩٢.

1 / 294