41

فتح الاندلس

فتح الأندلس

اصناف

سيجله التاريخ والأعصار

حبيب :

كأن السرور يا مولاي قد عم قلوبنا، والفرح ملأ أفئدتنا؛ فإنه لا بد لنا من معرفة سر الأمر والوقوف على من دبره.

موسى :

كن آمنا أيها الصادق الأمين فسوف تنجلي غياهب الأمور، وتنكشف الأسرار حيث يعلم الغادر الخائن، ولنسمع الآن من هذا الرسول الكريم كيف كان الفتوح.

موسى للرسول (ملتفتا إليه) :

قص علينا ما كان من يوم ما تركتم القيروان إلى الآن.

الرسول :

إننا يا مولاي بعدما ركبنا البحور وتركنا القيروان سرنا مسيرة أسبوعين كاملين حتى وصلنا الجزيرة الخضراء، فبتنا بها ليلة وتركناها، وبعد مغادرتها بيوم وليلة وصلنا شواطئ الأندلس، فبتنا هنالك ليلة حتى استقر بنا القرار، وتركنا عصا التسيار في البحار، وبعد ذلك بدأنا في الفتح، فأخذنا بالتوالي: شدونه ومدور وعطف وقرونة وإشبيلية، وفي هذه المدينة علمنا أن جيش لذريق صار على مقربة منا؛ ولذلك قام بيننا القائد الهمام طارق بن زياد وألقى خطبة بليغة، قال في أولها: «أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم». مما جعل لها تأثيرا عظيما في قلوبنا، وقد حثنا فيها على الصبر والجلد وشوقنا إلى نيل النعيم، فحرك من قلوبنا الساكن، وبعث فينا روح النشاط والحمية، وما فرغ من خطابه حتى انبسطت نفوسنا، وتحققت آمالنا، وبتنا ليلتنا، حتى إذا ما جاء الصباح أقبل جيش لذريق - وهو محمول على سريره وفوق رأسه مظلة - فلما علم طارق أنه طاغية القوم هجم عليه حيث التقى الجيشان، فقتل طارق لذريق بسيفه، ولم تلبث جنده بعده إلا قليلا حتى انهزموا عن آخرهم، وولوا الأدبار، وتم لنا الأمر كما نروم ونشتهي.

موسى وكل الحضور :

نامعلوم صفحہ