قال الملك: «وأي قصر؟»
قال القس: «وأي قصر؟ قصر جلالة الملك. كأن مولاي لا يعلم بعلاقته بذلك القصر ...»
قال الملك وهو يبالغ في التجاهل: «لا أعلم علاقة له بهذا القصر بعد أن خرج الملك منهم، ووضعت يدي عليه.»
فقال القس: «لا أعني علاقته بالملك، بل أعني علاقته بفلورندا بنت الكونت جوليان التي أمر جلالة الملك بنقلها إلى القصر الصغير منذ بضعة أيام ...»
فلما ذكر اسمها بغت الملك وخفق قلبه حبا وغيرة، ولكن أنفة الملك ثبتت عزيمته فتجلد كأن الأمر لا يهمه وقال: «أهي علاقة قرابة؟ أم ما هي؟»
فقال القس: «لا يخفى على جلالة الملك أن الكونت جوليان حاكم سبتة والد فلورندا، بينه وبين غيطشة قرابة أظنها نسائية، ولكنني أعني قرابة ألفونس من فلورندا بنوع خاص ...»
فقال الملك: «أية قرابة؟»
فضحك مرتين وقال: «كنت أحسب أن الملك يعلم بذلك؛ لأن خطبتهما معروفة من قبل أن تتولى جلالتكم عرش إسبانيا.»
فلما سمع رودريك ذكر الخطبة عظم عليه الأمر؛ لأنه كان يحب فلورندا كثيرا، ولم يكن يعلم بهذه الخطبة، ولكنه لم يكن يخشى خروجها من يده اعتمادا على ما له من السيطرة عليها وعلى خطيبها، وعول على أن يطمعها بالمال والسلطان، أو يتهددها حتى تترك ألفونس وتعيش معه. ولم يشأ أن يطلع القس على خواطره فتظاهر باقتناعه بهذا الجواب ووقف؛ فأدرك القس أن الملك يريد الانصراف فوقف هو وانسحب.
وكان بين غرفة الملك وغرفة فلورندا دهليز يؤدي إلى ذلك القصر، وليس إلى قصر فلورندا سبيل من قصر الملك سوى ذلك الدهليز، وقد بني قصرها على هذه الكيفية لمثل هذه الغاية، فعول رودريك على مكاشفتها بحبه لعلها تغضي عن حب ألفونس. ولم يشأ أن يستقدمها إلى غرفته لئلا تشعر الملكة بذلك، وهو أنما ينوي معاشرتها خفية عنها، فأغلق باب غرفته الذي يصل إلى قصره، وفتح الباب المؤدي إلى قصر فلورندا.
نامعلوم صفحہ