143

Fath al-Rahman in Clarifying the Abandonment of the Quran

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

ناشر

دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

أن يكون كان من المتقين قبل سماع القرآن فإن هذا: (أولًا): ممتنع؛ إذ لا يكون مؤمنا متقيًا مَنْ لم يسمع شيئًا من القرآن. (ثانيًا): أن الشرط إنما يجب أن يقارن المشروط لا يجب أن يتقدمه تقدمًا زمانيًا كاستقبال القبلة فى الصلاة. (ثالثا): أن المقصود أن يبين شيئان: أحدهما: أن الانتفاع به بالاهتداء والاتعاظ والرحمة هو وإن كان موجبًا له لكن لابد مع الفاعل من القابل، إذ الكلام لا يؤثر فيمن لا يكون قابلًا له، وإن كان من شأنه أن يهدى ويعظ ويرحم وهذا حال كل كلام. (الثانى): أن يبين أن المهتدين بهذا هم المؤمنون المتقون، ويستدل بعدم الاهتداء به على عدم الإيمان والتقوى، كما يقال: المتعلمون لكتاب بقراط هم الأطباء، وإن لم يكونوا أطباء قبل تعلمه، بل بتعلمه وكما يقال: كتاب سيبويه كتاب عظيم المنفعة للنحاة، وإن كانوا إنما صاروا نحاة بتعلمه، وكما يقال: هذا مكان موافق للرماة والركاب). ثانيًا: فتاوى مهمة في استماع القرآن س: هل استماع القرآن الكريم في قوله تعالى ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (٢٠٤) سورة الأعراف. يدل على الوجوب أو الاستحباب؟ ج - يشرع لكل مسلم عند سماع القرآن في غير الصلاة: أن ينصت له إعظامًا واحترامًا له؛ لينال رحمة الله سبحانه، ويتعظ بمواعظه ويعتبر بعبره، قال الله تعالى ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (٢٠٤) سورة الأعراف. وأن لا يعرض عن سماعه وينشغل عنه بغيره مع القدرة على الإنصات، ويتعمد ذلك فيتصف

1 / 157