Fath al-Mun'im: Sharh Sahih Muslim
فتح المنعم شرح صحيح مسلم
ناشر
دار الشروق
ایڈیشن نمبر
الأولى (لدار الشروق)
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
اصناف
(٢) باب أمور الإسلام
٧ - عن طلحة بن عبيد الله ﵁ قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله ﷺ، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: "خمس صلوات في اليوم والليلة" فقال: هل علي غيرهن؟ قال: "لا. إلا أن تطوع، وصيام شهر رمضان" فقال: هل علي غيره؟ فقال: "لا. إلا أن تطوع" وذكر له رسول الله ﷺ: "الزكاة" فقال: هل علي غيرها؟ قال: "لا. إلا أن تطوع" قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله ﷺ "أفلح إن صدق".
٨ - عن طلحة بن عبيد الله عن النبي ﷺ بهذا الحديث نحو حديث مالك غير أنه قال: فقال رسول الله ﷺ "أفلح وأبيه إن صدق" أو "دخل الجنة وأبيه إن صدق".
-[المعنى العام]-
بعد أن هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة أخذ نور الإسلام ينتشر في صحراء نجد من أفواه المؤمنين، وأخذ شعاعه يشق طريقه إلى صدور أهل البوادي فتطمئن له قلوبهم ويسلمون، ثم يدفعهم حب الاستطلاع والرغبة في الاستيثاق مما وصلهم من التعاليم، والحرص على الاستزادة من أمور الدين، والظمأ الباعث على الارتشاف من المنبع الأصلي لنهر الخير، كل ذلك كان يدفع الكثير منهم إلى القدوم إلى المدينة للقاء رسول الله ﷺ.
ومن هؤلاء الوافدين صاحب القصة في الحديث، رجل من أهل البادية، قدم من السفر، أشعث أغبر، منتفش الرأس، منتشر الشعر، بعيد العهد بالنظافة والرفاهية، سأل عن المسجد النبوي فقصده، ورأى فيه جماعة من الناس يجلسون، فنادى من بعيد. أيكم محمد؟ أين محمد لأسأله عن أمور الإسلام؟
وسمع طلحة بن عبيد الله راوي الحديث وسمع من معه من الصحابة دوي الصوت وجلبة الرجل القادم، ولم يتبينوا ما يقول حتى دنا منهم وهو يردد: أين محمد؟ أريد أن يدلني على شرائع الإسلام وتعاليمه، فأشاروا له على رسول الله ﷺ فجلس، ثم قال: يا محمد. لقد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا
1 / 34