106

فتح الباری شرح صحیح بخاری

فتح الباري شرح صحيح البخاري

ایڈیٹر

مجموعة من المحقيقين

ناشر

مكتبة الغرباء الأثرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1417 ہجری

پبلشر کا مقام

المدينة النبوية

وحسنه فقال: لو اعتزلت الناس وأقمت في هذا الشعب ولا أفعل حتى أستأمر رسول الله ﷺ، فاستأمره فقال: " لا تفعل؛ فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما " (١) .
وخرج الإمام أحمد نحوه من حديث أبي أمامة، عن النبي ﷺ وفيه: أن النبي ﷺ قال: " لم أبعث باليهودية ولا النصرانية؛ ولكني بعثت بالحنيفية السمحة " (٢) . وذكر باقيه بمعناه. وخرج داود من حديث أبي أمامة أن رجلا قال: يا رسول الله! ايذن لي بالسياحة، فقال النبي ﷺ: " إن سياحة أمتي: الجهاد في سبيل الله " (٣) . وفي " المسند " عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ قال: " عليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام " (٤) . وفي مراسيل طاوس، عن النبي ﷺ قال: " لا رهبانية في الإسلام ولا سياحة ". وفي المعنى مراسيل أخر متعددة.
قال الإمام أحمد: ليست السياحة من الإسلام في شيئ ولا من فعل النبيين ولا الصالحين. والسياحة على هذا الوجه قد (١٩٤ – ب / ف) فعلها طوائف ممن ينسب على عبادة واجتهاد بغير علم، ومنهم من رجع لما عرف ذلك. وقد كان في زمن ابن مسعود من المتعبدين خرجوا إلى ظاهر الكوفة

(١) . الترمذي (١٦٥٠)، والحاكم (٢ / ٦٨)، وقال الترمذي: " حديث حسن "
(٢) أحمد (٥ / ٢٦٦) .
(٣) أبو داود (٢٤٨٦) .
(٤) " المسند " (٣ / ٨٢) .

1 / 110