142

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

ایڈیٹر

عبد المعطى عبد المقصود محمد

ناشر

مكتب حميدو

جواز الدعاء بغير التسعة و التسعين إسما

وَسُئِلَ

عمن قال: لا يجوز الدعاء إلا بالتسعة والتسعين إسماً، ولا يقول: يا حنان! يا منان! ولا يقول: يا دليل الحائرين! فهل له أن يقول ذلك؟.

فأجاب: الحمد لله. هذا القول وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين كأبي محمد بن حزم وغيره؛ فإن جمهور العلماء على خلافه، وعلى ذلك مضى سلف الأمة وأئمتها، وهو الصواب لوجوه:

(أحدها) أن التسعة والتسعين إسماً لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي ﷺ، وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث، وفيها حديث ثان أضعف من هذا. رواه ابن ماجه(٢٩). وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف.

وهذا القائل الذي حصر أسماء الله في تسعة وتسعين لم يمكنه استخراجها من القرآن، وإذا لم يقم على تعيينها دليل يجب القول به لم يمكن أن يقال هي التي يجوز الدعاء بها دون غيرها؛ لأنه لا سبيل إلى تمييز المأمور من المحظور، فكل اسم يجهل حاله يمكن أن يكون من المأمور، ويمكن أن يكون من المحظور، وإن قيل: لا تدعوا إلا باسم له ذكر في الكتاب والسنة، قيل: هذا أكثر من تسعة وتسعين.

(الوجه الثاني): إنه إذا قيل تعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا، ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث، مثل اسم «الرب» فإنه ليس في حديث الترمذي، وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الإسم، كقول آدم: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا﴾. وقول نوح: ﴿رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم﴾

(٢٩) الترمذي حديث ٣٥٧٠ وأشار إلى ضعفه حيث قال حديث غريب جـ ٥ ص ٥٣١ وقال كثير من العلماء أن هذه الأسماء مدرجة.

142