فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم
فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم
ناشر
موقع الإسلام اليوم
اصناف
ومن نعم الله -تعالى- على العرب الأولين أن هيأ لهم حيوانات الرعي التي كانت عماد حياتهم في البادية خاصة الأغنام والمعز والإبل والبقر, ولكنهم ضيقوا على أنفسهم بتقاليد تمنع الانتفاع ببعضها, ومن بالغ الرحمة إذن أن يشدد القرآن على تحريرهم من تلك التقاليد وإباحة تلك الأنعام لهم في بيان مستفيض حاسم؛ يقول تعالى: "ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قلءآلذكرين حرم أم الانثيين أما اشتملت عليه أرحام الانثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين. ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين" [الأنعام: 142-144] .
ولفظ (الأنعام) اسم صفة لا اسم ذات ومنه (النعمة) , لذا سميت أيضا بلفظ (النعم) في قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزآء مثل ما قتل من النعم" [المائدة: 95] , ووصفها بالأنعام والنعم والرزق المباح للأكل يجسد بالتسمية نعمة الله تعالى عليهم, ويؤكد الإنعام وصف إيجاد الأنعام بلفظ (الإنزال) في قوله تعالى: "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج" [الزمر: 6] .
وقد يصح أن يكون فعل الإنزال في حالة النعمة أو النقمة باعتبار العلاء المعنوي بيانا لمشيئة الله تعالى وتقديره.
صفحہ 79