وجواب هذه الشبهة الجاهلة، الظالمة الفاسدة، من وجوه:
الأول: أن يقال: معلوم أن القرآن نزل بأسباب، فإن كان لا يستدل به إلا في تلك الأسباب، بطل استدلاله بالقرآن ١؛ وهذا خروج من الدين.
الثاني: أنك تقول: لا يجوز تفسير القرآن٢، فكيف فسرت هذه الآية بأنها خاصة بابن الأشرف؟
الثالث: ٣ من نقلت عنه من العلماء أن الآية إذا نزلت في رجل كافر أنها لا تعم من عمل بها من المسلمين؟ من قال بهذا القول قبلك؟ وعمن نقلته؟
الرابع: أن هذا خروج من الإجماع، فما زال العلماء من عصر الصحابة فمن بعدهم يستدلون بالآيات التي نزلت في اليهود وغيرهم على من يعمل بها؛ ولكن هذا شأن الجاهلين الظالمين ٤ الذين يحاجون ٥ في الله من بعد ما استجيب له، حجتهم داحضة عند ربهم، وعليهم غضب، ولهم عذاب شديد.
فأما الكلام في الطواغيت، مثل: إدريس وآل شمسان، فالكلام على هذا طويل. ولكن هؤلاء الذين يخاصمونك لا يعبؤون بكلام الله ولا كلام
_________
١ في طبعة الأسد ساقطة، وكذا في طبعة أبا بطين.
٢ في طبعة الأسد: (لا يجوز لنا تفسير القرآن)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٣ في طبعة أبا بطين ساقطة كلمة: (الثالث) .
٤ في طبعة الأسد: (ولكن هؤلاء الجاهلون الظالمون)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٥ في طبعة أبا بطين: (يحاولون) .
1 / 24