قال: «كلا يا مولاتى أنه ينتظر هذا الاجتماع انتظار الظمئآن للماء الزلال وهو إنما تحمل الأخطار ومشاق الأسفار طمعا بذلك ولكنه ...».
فبغتت هند وسعدى معا وقالتا ما الذي يدعو إلى ترددك قل يا سلمان لقد شغلت بالنا.
قال: «لا يخفى عليكما أن سيدي حمادا تشرف بخطبة سيدتي هند ووالده لا يعلم ولما علم بذلك يوم اجتماعنا في المدينة سر كثيرا ولكنه استمهل حمادا في إتمام هذا الأمر ريثما يأتى يوم الشعانين».
قالت سعدى: «وما علاقة يوم الشعانين بذلك».
قال: «لا علاقة له به إلا من حيث النذر فقد علمتم أن سيدي حمادا منذور أن يقص شعره في دير بحيراء من يوم ولادته وأن يكون قصه في يوم الشعانين في السنة الحادية والعشرين من عمره فلما كان اليوم المعين منذ عامين حدث ما حدث لما تعلمانه وفر ولم يتمكن من وفاء النذر فلما عاد من هذا السفر قال سيدى عبد الله لولده أنه سيقص شعره في يوم الشعانين القادم بعد بضعة أشهر وتقدم إليه أن لا يباشر عملا مهما قبل ذلك اليوم لأنه سيطلعه فيه على أمور تهمه ولكنني لا أظن لها علاقة بهذا الأمر».
فلما سمعت هند ذلك الكلام تعوذت بالله مما هو مخبأ لها في عالم الغيب وقالت في نفسها (ألعل أمامنا عراقيل أخرى غير التي انقضت).
فقالت سعدى: «لا بأس ولكن ذلك لا يمنع سيدك من الحضور ليلتقي بوالد هند وخصوصا لأنه غريب فقد يستأنس به وبمن يعرفهم على يده في البلقاء أما ذلك الأمر فما نحن في عجل إليه وإنما المراد أن تطمئن قلوبنا ويهدأ بالنا ونرى بعضنا بعضا وقد تمهدت العقبات بموت الحارث وسقوط نفوذ ثعلبة بين القبائل».
فقال سلمان: «نحمد الله على نعمه ولا أقدر أن أصف لكم مقدار سرور مولاي حماد بهذه الأخبار فعينوا المكان والزمان الذين تريدان الاجتماع بهما لأخبر سيدي».
قالت هند: «فليأت حمادا أولا لنراه ثم نعين يوما يجتمع به الوالدان لأننا نخشى إذا انتظرنا اجتماعهما أن يطول الأجل فإن والدي في البلقاء وربما لا يستطيع المجيء إلا بعد بضعة أيام». وأرادت هند بذلك أن تجتمع بحماد قبلا على انفراد لتستوضح أمر النذر وعلاقته بالاقتران.
فقال سلمان: «ها إني ذاهب لأدعوه وأظنه يكون هنا في صباح الغد إن شاء الله».
نامعلوم صفحہ