فقال سلمان: «والظاهر أن صاحبك هذا من أتباع صاحب الدعوة الإسلامية بالمدينة.»
قال: «نعم هو مسلم وقد جاء في جملة المسلمين إلى عمان وسيعود بمهمة خصوصية فهل أستقدمه إليكم.»
قال سلمان: «استقدمه.»
فخرج من الخيمة ونادى: «أبا سعيد» فسمعوا صوتا يقول: «لبيك يا أخا العرب.»
فقال النبطي: «هلم إلي.»
فجاء بدوي طويل القامة عريض الأكتاف خفيف اللحية يظهر من ملامح وجهه أنه في الأربعين من العمر عاري الرأس والقدمين ملتحف شملة من نسيج أبيض تغطي بدنه فيلف بعضها حول عنقه ويترك منها زائدة ينشرها على رأسه إذا اشتد عليه الحر وفي يده رمح ونبلة.
فلما رآه سلمان عرف من شكل ملابسه وملامح وجهه أنه حجازي من أهل المدينة فلما وصل أبو سعيد إلى حماد بهره ما عليه من اللباس الفاخر من الخز والديباج والحرير فعلم أنه أمير ولكنه ظنه من أمراء غسان فلم يهش له فابتدره النبطي قائلا: «أن الأمير ليس من غسان كما قد يخال لك بل هو من العراق فلا تنقبض نفسك لرؤيته.»
فقال أبو سعيد: «لا بأس من أن يكون غسانيا فإننا تجاورنا في منزلك فنحن الآن أخوة.»
فقال حماد: «بورك فيك يا أخا العرب ممن أنت.»
قال: «من أهل يثرب.»
نامعلوم صفحہ