قالت: «أتدرى أين قرطاها الآن.»
فبهت جبلة مدة ثم قال: «نقل لي والدي عن جدي عمن قبله أن جدتنا مارية أهدت قرطيها إلى الكعبة في مكة على سبيل النذر ويظهر أنها كانت وثنية ولولا ذلك لم تهد مثل هذه التحف إلى الكعبة.»
فقالت: «مهما يكن من أمرها فان قرطيها لا يزالان في الكعبة.»
قال: «نعم.»
قالت: «فأرى أن نقترح على حماد الإتيان بهما مهرا لهند تلبسهما في زفافها فما قولك.»
فأعجب جبلة بذكاء سعدى وحسن اختيارها ودقة نظرها وتبسم وقد أبرقت أسرته كأنه رأى باب الفرج قد فتح فقال: «بورك فيك ونعم الرأي رأيك انه اقتراح لا يتأتى لبشر أن يأتي بمثله لانه بعيد المنال وإذا فرضنا أن حمادا استطاعه فانه يكون اهلا لهند فلا نمنعه منها فهل تظنين هندا توافقنا في ذلك.»
قالت: «لا أظنها إلا موافقة إلا فيكون لنا عذر في رد حماد.»
قال: «ها قد تقرر الأمر فخاطبي هندا بشأنه فإذا قبلت استدعي الشاب ونوبي عني في إبلاغه ذلك فإني في شاغل عن هذه الشؤون بما نحن فيه من أمر الحرب المنتظرة.»
قالت: «حسنا وخرجت.»
وكانت هند في أثناء ذلك تمشي في الحديقة وقد علمت بمجيء والدها وتيقنت انه انما جاء لهذا الشأن وخصوصا بعد أن رأته اختلى بوالدتها فلبثت تخطر في الحديقة وقلبها يخطر في صدرها وأفكارها تجول في ماذا عسى أن يقر عليه القرار فلما رأت والدتها خارجة أسرعت نحوها وهمت بالاستفهام فأومأت إليها أن تصبر ريثما يعود والدها فإنه سيسرع إلى البلقاء حالا.
نامعلوم صفحہ