فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

ابو عبید البکری d. 487 AH
31

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

تحقیق کنندہ

إحسان عباس

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٩٧١ م

پبلشر کا مقام

بيروت -لبنان

ع: قال النبي ﵇ (١): " الولد للفراش وللعاهر الحجر "، والفراش: الأم، يقال للنساء: المفارش، وفلان كريم المفارش أي كريم النساء، والعاهر: الزاني، والعَهْر والعَهَر والعهارة: الزنا، وللعاهر الحجر أي الخيبة، أي لا حظ له في الولد، يقال للخائب من الشيء يريده أو لمن يدعى عليه بالخيبة: بفيه الحجر وبفيه الكثكث والأثلب، أي التراب، وقال حميد بن ثور (٢): جلبانة ورهاء تخصي حمارها ... بفي من بغى خيرًا لديها الجلامد وقال آخر: بفيك مما طلبت الترب والحجر ... قال أبو محمد: لم يرد ﵇ أن يدفع إلى العاهر حجر، وإنما يريد أنه لا شيء له إلا ما يهينه ولا ينفع، فقيل له إذا طلب الولد: الحجر لك. قال: وعلى هذا يتأول قوله ﷺ: " إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب " معناه: أن يقال للمادح بالباطل: بفيك التراب، وعلى معنى التغليظ عليهم، والعصا كناية عن الأدب كما قال أبو عبيد، قال الراعي يصف راعيه (٣): ضعيف العصا بادي العروق ترى له ... عليها إذا ما أقحل الناس إصبعًا يعني أنه لين عليها، رفيق بها، وهو معنى قول النبي ﷺ في أبي جهم: لا يرفع عصاه عن أهله (٤) .

(١) راجع البخاري: كتاب المغازي: ٥٦ والمحاربين: ٨. (٢) ديوان حمد: ٦٥ واللسان (جلب، جرب) والقالي ٢: ١٤٦ والسمط: ٧٧ يذكر امرأة نزل عليها وصاحبًا له " والجلبانة والجربانة: المرأة الصخابة " الورهاء: الحمقاء، وكنى عن قلة حيائها بقوله: تخصي حمارها. (٣) اللسان (صبع)، والقالي ٢: ٣٢٢ والسمط: ٧٦٤ والبيان ٣: ٥٢ والرواية فيها جميعًا " إذا ما أجدب الناس "؛ وفي ط س: أمحل. (٤) هو ابو جهم بن حذيفة بن غانم من بني عدي، أسلم عام الفتح وكان معظمًا في قريش مقدمًا فيهم وكان فيه شدة وعرامة. وفي حديث فاطمة بنت قيس " إن معاوية وأبا جهم خطباني " وأن الرسول قال لها: وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن أهله، وفي الحديث روايات مختلفة. انظر أسد الغابة ٥: ١٦٢ والإصابة في الكنى رقم: ٢٠٦ وابن سعد ٨: ٢٠٠.

1 / 17