قلت: وهو كالذي قدمناه عن ابن تمجيد أنه يتفرَّع من كونها للِإبهام التحقير والتفخيم، ويصح في آية: (مَثَلًا مَّا) هذه الأوجه الثلاثة، ويزاد على ذلك وجهان في قراءة مَنْ رفع (بَعُوضَةً):
الأول: كونها موصولة حذف صدر صلتها والتقدير: مثلًا الذي بعوضة.
والثاني: أنها استفهام، هي المبتدأ وبعوضة خبرها ويكون الاستفهام في الآية لتقرير عدم الاستحياء.
قال شيخى زاده؛ ويكون المعنى: ما البعوضة فما فوقعها حتى لا يَضرب الله بها المثل، بل له تعالى أن يُمثل بما هو أحقر من ذلك. اهـ.
قلت: وذلك لعدم تفاوت الخلق كما قال تعالى: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ [الملك: ٣]،
أي: في إحكام الصنعة؛ لأنَّ البعوضة وإن كانت حقيرة لا تفاوت بينها وبين الفيل في إحكام صنعتها. أو المراد بعدم تفاوت الخلق من حيث دلالة كل من الكبير والصغير والعظيم والحقير على
وجود اللطيف الخبير، وعلى انفراده بالألوهية وبالصفات الكمالية، كما قيل: [من المتقارب]
وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ ... تدلُّ على أنَّه واحدُ ورحم الله من قال: [من الكامل]
ورقُ الغصونُ إذا نظرتَ دفاتِرُ ... مشحونةٌ بأدلةِ التوحيدِ
وقوله في الحديث: "أحبب" بهمزة القطع في الرواية، فيكون مما ماضيه رباعي. وفي ماضيه أربع لغات ذكرها في المصباح (١):
هذه أولها: وهي: أَحْبَبَ.
_________
(١) المصباح المنير ص ١١٧.
1 / 41