جبيل، فيطلبه من قائد البترون. حتى إذا جد عسكري البترون في طلبه تخطى النهر صوبنا، وهيهات أن تحاصره القوتان، وحوله مغاور يضيع في جوفها الدهر.
هذه صفحة من «تاريخنا العسكري» تكاد تنسى. أحاول اليوم بعثها مع بعض الشئون الأخرى الميتة؛ لعل القارئ يجد فيها شيئا. •••
اخترت لقصتي هذه «بطلا» مات منذ سنين، وفي نيتي أن أنوب عن صاحبي هذا - الأونباشي
7
فارس آغا - في كتابة مذكراته، دون أن أتبع خطة المذكرات وأسلوبها. سأكون أمينا جدا، أرويها كما سمعتها وعاينتها. ففارس آغا أول عسكري عرفته، عرفته في بيتنا، وقريتنا، واسكلتنا
8 - جبيل - وعاصمة لبنان البروتوكول؛ بعبدا.
سأروي لك أحاديثه بأسلوب الضيعة اللبنانية وتعبيرها اللذين لا يقصران عن كلام فصحاء العرب إذا داورناهما. ولك أن تستعدي علي جميع المعاجم من تاج العروس إلى أقرب الموارد، فكل كلمة يقضي لك بها علي أؤدي لك عنها الضريبة التي يفرضها وجدانك الحي، وإن لم أكن من أصحاب أرباح الحرب.
سأصور لك شخصية كانت تحس أن في أعماقها عبقرية مطمورة، لم يتح لجذورها أن تتأصل، ولا لفروعها أن تمتد وترف، فمات الآغا غير شبعان من مجد كانت تتحلب
9
شفتاه عند ذكراه، ويسيل رياله كلما حدث الناس عنه.
نامعلوم صفحہ