وأخرج منه ريالين مجيديين دفعهما للآغا، فما لمسا كفه؛ حتى أجفل كمن لدغته عقرب، وصرخ: تعطيني مجيديين يا معلمي، أنا لمام!
27
وقطب جدي حاجبيه، فخفف الآغا من رعونته،
28
وقال بنعومة: طول الله عمرك يا محترم، هذي دعوى فيها ما فيها، نحن نأخذ على ضربة كف ريالين وثلاثة. بالنادر «يعلم» المدير هذا التعليم ويشدد هذا التشديد؛ المدعي ظهره قوي. اقرأ يا خوري حنا، هذا مكتوب توصية من وكيل البطرك الخوري ب. الدعوى جناية، ضرب على السكة السلطانية، رابور بخمسة عشر يوما قابل الزيادة ... زد له نصف مجيدي يزد لك خمسة أيام، ونحن قطعنا رأس الحية نأخذ مجيديين؟!
بهت جدي، ثم أعاد المجيديين إلى مصره، وأخرج ليرة فرنساوية، فما إن رآها الآغا حتى أشرق وجهه، وصاح: هات «عسملية» يا بونا، الله ينصر السلطان، ليرته حلوة.
فقالت الوالدة، وكانت تتسمع: حكومة نهب وبلص. فأجابها الآغا: نحن نرضى بليرة يا أم مارون، جربوا غيرنا تعرفونا.
وقال بطرس الآغا: وأنا لأي حساب أعطيتك ستة بشالك؟ فلم يرد عليه الآغا، وأخذ يتأهب للرحيل، فأسر والدي في أذن جدي كلمة قال على أثرها: والجرنال يا آغا؟
فصرخ الآغا: على راسي ثم عيني، هذا الجرنال.
29
نامعلوم صفحہ