فمر المدير والمستنطق والطبيب. وصاح فارس: راحات دور.
13
فاختبأت خلف والدي، فأخذني بكتفي وقال: هذا سلام، لا تفزع. فتماسكت وأعجبني هذا السلام بالسلاح وإن أخافني، وأخذت عروقي تضرب، ثم هدأت بعد قليل.
وأقبل الناس على المدير مسلمين، هذا بيد وذاك بالثنتين، وكان الشيخ طالب يلهث ويسلم وعينه شائحة، وما وقف بباب بيت الضحايا حتى علت الصرخة؛ فطيب الخواطر وعزى المصابين، وأكد لهم أن العدل طويل الباع.
فقال له أحدهم، وهو أمير الكلام في المواقف الحرجة: يا سيدنا الشيخ، لا يضيع حق ووراءه طالب.
فأعجب المدير كلامه واستفزته التورية البديعة، فدعا الأونباشي، وقال له: ماذا عملت يا آغا؟
فتماسك الآغا وضب بردي كبرانه، وأحكم وقفته، وشرع يلقي خطبة كعادته. فقال المدير: لا تطولها يا آغا، اختصر، قل لي أيش عملت؟
فأجاب الآغا: الغريم يا افندم في بلاد البترون، والقانون يا افندم لا ...
فصرخ الشيخ كمن فقد صوابه: بلا قانون وبلا أكل حلاوة. توجه الآن إلى صغار،
14
نامعلوم صفحہ