وفي تلك الساعة اللاهبة أقبل درويش ليقبض الميرة في الموعد المعين، فأرشدوه إلى قرياقوس حيث كان يكافح الزنابير، فذهب درويش، وفي وجهه الشر، فصرخ: يا قرياقوس هات الميرة.
فصاح به قرياقوس: إياك تقرب؛ النحل هائج، كبس البيوت عمل واطي.
فقال درويش: قرياقوس حذرك! مستعد أدعس رقبتك.
فنادى فارس آغا درويش قائلا: درويش! أنت من بيت بوشلحة، تهجم على طابور، وتخاف من نحلات قرياقوس؟ اكسر رأس الضبع، وتعالى تمسح بكبراني.
فأجاب قرياقوس موجها الحديث إلى الآغا: فشرت يا فارس، شم ريحة كفك، لا تفزع قرياقوس. يا هم أنفة
16
من هدير البحر، من له مدة لا تقتله شدة، الذي ياكل القتلة من مره يروح يطم مخه.
17
وتماسك قرياقوس ودرويش، وسقطا كلاهما في جرة النحل؛ فانكسرت وفاع النحل، ولم ينفع الآغا، الواقف على الرجمة هربه، فوقع على رأسه فرخ النحل وأخذ يلذعه؛ حتى اختفت عيناه من الورم بعد قليل.
وأكثر من ذلك: جاء كلب قرياقوس على صوت صاحبه، فأقبل يعاونه فعض العسكري ومزق ثيابه الرسمية.
نامعلوم صفحہ