302

فرید فی اعراب

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

ایڈیٹر

محمد نظام الدين الفتيح

ناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

اصناف

و﴿مِنْهُمْ﴾ الخبر، أو بمنهم على رأي أبي الحسن. قال الزجاج: الأمي في اللغة: المنسوب إلى ما عليه حملته أمه (١)، أي: لا يَكتب، فهو في أنه لا يكتب على ما ولد عليه (٢).
﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾: في موضع رفع لكونه وصفًا لقوله: ﴿أُمِّيُّونَ﴾، أي: غير عالمين.
﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾: استثناء ليس من الأول، لأن الأماني ليس من جنس ما قبله. وهي جمع أمنية، وأصلها: أُمْنُوْيَةٌ، على وزن: أُفْعُولَة، كأرجوزة. وما كان على هذا الوزن فإنه يجمع على أفاعيل وأفاعل.
قيل: والمعنى: لا يعلمون التوراة ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ إلا ما هم عليه من أمانيهم، وأن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم، وأن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم، وما يُمَنِّيهم أحبارهم من أن النار لا تمسهم إلا أيامًا معدودةً، وما أشبه هذا مما ليس لهم أن يتمنوه (٣).
وقيل: إلا أكاذيب مختلقة سمعوها من علمائهم فأخذوها تقليدًا. قال أعرابي لابنِ دَأْبٍ (٤) وهو يحدث: أهذا شيء رويتَه أم تمنيته؟ أي اختلقته (٥).

(١) في معاني الزجاج الذي بين يدي: إلى ما عليه جبلَّةُ أُمَّتِه. تصحيف. وفي اللسان (أمم): عن الزجاج: إلى ما عليه جَبَلَتْهُ أُمُّةُ. وهذا قريب مما أَثْبَتُّهُ. وانظر تفسير الماوردي ١٠/ ١٥٠ ففيه: على ما ولدته أمه. وانظر معالم التنزيل ١/ ٨٨ أيضًا.
(٢) معاني الزجاج ١/ ١٥٩.
(٣) انظر هذا القول في الكشاف ١/ ٧٨.
(٤) هو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب الليثي المدني، كان أديبًا أخباريًا عالمًا بالنسب وأيام العرب، لكنهم ضعفوه في الحديث، توفي سنة إحدى وسبعين ومائة. له ترجمة في البيان والتبيين ١/ ٥١، وتاريخ بغداد ١١/ ١٤٨، ولسان الميزان ٤/ ٤٠٨.
(٥) انظر قول ابن دأب هذا في معاني الفراء ١/ ٥٠، والكشاف ١/ ٧٨، واللسان (مني)، وكون (الأماني) بمعنى الكذب والاختلاق، هو قول ابن عباس ﵄، ومجاهد كما في جامع البيان ١/ ٣٧٥، ورجحه الطبري.

1 / 302