299

فرید فی اعراب

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

ایڈیٹر

محمد نظام الدين الفتيح

ناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

اصناف

﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥)﴾:
قوله ﷿: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ﴾ الهمزة للاستفهام، ومعناه: الإنكار. والطمع: الأمل والرجاء. والخطاب لرسول الله ﷺ والمؤمنين.
﴿أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ﴾ ﴿أَنْ﴾: في موضع نصب لعدم الجار، أو جر على إرادته، والأصل: بأن يؤمنوا، وقد ذكر نظيره في غير موضع.
﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ الواو: واو الحال. و﴿فَرِيقٌ﴾: اسم كان. و﴿مِنْهُمْ﴾: في موضع رفع لكونه وصفًا لفريق. وفريق: اسم جمع لا واحد له من لفظه.
و﴿يَسْمَعُونَ﴾ خبر كان، وقد جوز أن يكون ﴿مِنْهُمْ﴾ الخبر و﴿يَسْمَعُونَ﴾ الوصف، والأول أمتن (١).
وقرئ: (كَلِمَ اللَّهِ) (٢)، وهي جمع كلمة، وأما الكلام: فما استقل بنفسه غير مفتقر إلى غيره، ويكون جملة.
وقوله: ﴿يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ يعني ما يتلونه من التوراة. ﴿ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ﴾ يغيرونه ويميلونه.
﴿مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ﴾: ﴿مَا﴾ مصدرية، أي: من بعد عَقْلِهِمْ إياه. وقد جوز أن يكون بمعنى (إذ)، كقوله: ﴿إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ (٣)، أي: من بعد ما فهموه وضبطوه بعقولهم، ولم تَبْقَ لهم شبهة في صحته (٤).
﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ مبتدأ وخبر في موضع نصب على الحال من الضمير

(١) كذا أيضًا جوز هذا الوجه النحاس ١/ ١٨٩، ومكي ١/ ٥٥، وابن الأنباري ١/ ٩٧، لكن بدون هذا الترجيح، وضعفه صاحب التبيان ١/ ٨٠.
(٢) قراءة الأعمش كما في المحتسب ١/ ٩٣، والمحرر الوجيز ١/ ٢٦٧، والقرطبي ٢/ ١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٨.
(٤) كذا فسرها الزمخشري في الكشاف ١/ ٧٧.

1 / 299