فرید فی اعراب
الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد
ایڈیٹر
محمد نظام الدين الفتيح
ناشر
دار الزمان للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
پبلشر کا مقام
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
اصناف
واختَلَفَ أهلُ التأويل في اشتقاق ﴿مُوسَى﴾ ﵇، فقال بعضهم: هو (مُفْعَلٌ) (١) من أَوْسَيْتُ رأسه، إذا احتلقتَه بالموسى، وكان موسى ﵇ حِدّيدًا.
وقال آخرون: هو (فُعْلَى) (٢) من مَاس يَمِيس مَيسًا إذا تبختر في مِشيته، فموسى الحَدِيدِ من هذا المعنى، لكثرة اضطرابها وتحركها وقت الحلق، فالواو في ﴿مُوسَى﴾ على هذا بدل من الياء، لسكونها وانضمام ما قبلها.
وقيل: هو (فُعْلى) من مَأَسْتُ بين القوم مَأْسًا، إذا فرقتَ بينهم، ويعضده ما رُوِي عن الكسائي: مؤسى بالهمزة (٣).
وقال آخرون: إنما هو بالعبرانية موشى، فَعُرِّب كما عُرّبَ مسيح، وإنما هو بالعبرانية مَشِيخًا، فعلى هذا الوجه لا اشتقاق له، وهو الوجه، لكونه غيرَ منصرفٍ، والمانع له من الصرف العجمة والتعريف (٤).
وقيل: هو اسم مركب من ماء وشجر، وأصله: موشى، فـ (مو): اسم الماء، و(شا) (٥): شجر بالقبطية فاعرفه (٦).
وقوله: ﴿ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ﴾ أصله: (اوْتَخَذَ) من وخذ كوعد، لغة
(١) هذا قول أبي عمرو بن العلاء كما في الصحاح (موس) و(وسي).
(٢) هذا قول الكسائي كما في المصدر السابق.
(٣) انظر في اشتقاق (موسى): الصحاح في الموضع السابق. ومشكل مكي ١/ ٤٦، ومفاتيح الغيب ٣/ ٦٩.
(٤) أكثر العلماء على هذا، لذلك لم يتطرقوا إلى اشتقاقه أبدًا، انظر الطبري، والماوردي، والبغوي، وابن الجوزي، وقال الفخر الرازي ٣/ ٦٩ بعد أن ذكر وجهي الاشتقاق: فاسدان جدًّا، لأن بني إسرائيل والقبط ما كانوا يتكلمون بلغة العرب، فلا يجوز أن يكون مرادهم ذلك، كما أن هذه اللفظة اسم علم، واسم العلم لا يفيد معنى في الذات.
(٥) رسمت في بعض المصادر (سا) بدون إعجام، قالوا: إنها تعريب لـ (شا). انظر زاد المسير ١/ ٧٩ - ٨٠، والمعرب للجواليقي/ ٣٠٢/.
(٦) ذكروا في سبب تسميته بهذا ما أخرجه ابن جرير وغيره عن السدي: أن أم موسى ﵇ لما وضعته في التابوت وألقته في النيل، دفعته الأمواج إلى مكان فيه شجر وماء عند قصر فرعون فصادف أن جواري آسية امرأة فرعون يغتسلن هناك فوجدن التابوت فسمي باسم ذلك المكان.
1 / 257